الثاليل هي عبارة عن اورام جلدية غير سرطانية معدية تصيب طبقات الجلد العليا
ويسببها فيروس الورم الثؤلولي البشري (HPV) ذو الشفرة الجينية DNA يسمى الثؤلولي،
وغالبا ما تكون بلون الجلد خشنة المملس، تصيب الثآليل جميع الاجناس والاعمار ولكنها
نادرة قبل سن السنتين وهي شائعة بين طلاب المدارس وتبلغ مدة الحضانة للفيروس ما بين
الشهر الى السنة بمعدل شهرين الى ثلاثة.
ويوجد من هذا الفيروس ما يقارب الستين نوعاً يتميز كل نوع بصفات معينه وبقابلية
لاصابة مكان معين من الجسم واخطر هذه الانواع رقم 1816 لأنه مرتبط بنوع خاص من
سرطان الاعضاء التناسلية.
طريقة العدوى
وطريقة العدوى تكون عن طريق الملامسة او عن طريق العدوى الشخصية حيث ينتقل الفيروس
من مكان في الجسم لآخر وخير مثال لذلك انتشارها لدى الاطفال الذين لديهم عادة قضم
الاظافر حيث تنتقل الثآليل من اليدين الى الفم والشفتين وبالنسبة للكبار تؤدي عملية
حلاقة الذقن الى انتشار الثآليل المسطحة في الوجه وقد تكون ارضية حمامات السباحة
العامة سبب الاصابة بثآليل القدم خاصة اذا كانت القدم بها بعض الجروح، وفي حالة
اصابة المناطق التناسلية بالثآليل فغالبا ما يكون سببها الاتصال الجنسي وهنا تجدر
الاشارة الى انه في حالات قليلة تكون الاصابة بسبب غير جنسي.
وعندما تحدث الثآليل في المناطق التناسلية لدى الاطفال وهي نادرة الحدوث فانه يجب
التأكد من عدم تعرضهم لعدوى مباشرة وذلك بدراسة البيئة الاجتماعية المحيطة بهم
دراسة دقيقة.
أنواع الثآليل
1- الثآليل
الشائعة
وهي عبارة عن أورام جلدية ذات سطح خشن ولون لحمي توجد غالبا لدى الاطفال ذوي البنية
التأتبيه والجلد الجاف كما تصيب مناطق الضربات مثل ظهر الايدي والارجل وغيرها.
وهي الاكثر شيوعاً وانتشاراً، قد تكون مفردة او متعددة، ولا يتجاوز حجم الثؤلول في
البداية رأس الدبوس ثم يكبر ويخشن سطحه بزيادة التقرن، كما تبدو احياناً نقط سوداء
في وسطه تحدث عن ترسبات دموية، تكبر بعضها وتسمى بالثؤلول الأم، وتختلف بنيتها
وشكلها حسب تموضعها في اجزاء الجسم، فمثلاً تكون على الاصابع وظهر اليدين متقرنة،
اما على الاجفان فتأتي بشكل ثآليل خيطية، أما في الافوات بين اصابع القدمين واليدين
فإن ضيق المسافة تحمي الثآليل من المؤثرات الخارجية فتبقى حليمية البنية، أما في
الاغشية المخاطية فهي على شكل دائري مقبب او مسطح لونها رمادي مائل للبياض.
2- الثآليل
المسطحة
وهي تصيب الوجه والرقبة وتتميز بسطح ناعم ولون قريب من لون الجسم وقد تأتي على شكل
خط او على مكان جرح او حرق وهوما يعرف بظاهرة كوبنر.
ويكون انتشارها مفاجئاً وسريعا وتصيب الاطفال وبنسبة اقل للبالغين، وتظهر على شكل
حطاطات بشروية مسطحة تماماً باحجام تتراوح بين 1- 4 مليمتر، وقد تظهر على شكل
حطاطات مدورة او بيضاوية قليلة الوضوح بسبب لونها القريب من لون البشرة، وقد يكون
الاحمرار الالتهابي تحت وحول هذه الثآليل دليلا على وجود تفاعل مناعي في الجسم ضد
هذه الثآليل ثم تشفى.
3- الثآليل
المخاطية
وغالبا ما تظهر على عدة اشكال، فمنها الثآليل المخاطية المفردة (المعزولة) وتصيب
الشفاه واللسان وباطن الخدين، او الثآليل المخاطية المنتثرة وتسمى بالورم الحليمي
الفموي، وتظهر على شكل حطاطات صغيرة ثؤلولية لونها يميل الى البياض وتنتشر داخل
الفم.
4- ثآليل باطن
اليد والارجل
وهي شائعة الحدوث وغالبا ما يصاحبها الم اذا مكثت فترة طويلة وتظهر على شكل حبيبات
او نتوء في اخمص القدم قد تتجمع احيانا وتتلاصق مع بعضها لتشكل ثآليل الموزيك
وكثيرا ما يتم الخلط بين ثؤلول القدم وبين مسمار الرجل، وتنضغط هذه الثآليل الى داخل
الجلد لثقل الجسم الواقع عليها وتمنعها من ان تكون بارزة الى الخارج، وقد يكون
انتشارها سريعا، ويمكن ان تتم العدوى في الاماكن العامة التي يمشي فيها الناس حفاة
كالمسابح والملاعب والحمامات وغيرها.
أما الثآليل النابتة فهي مؤلمة جداً وقد تؤدي الى عدم القدرة على المشي او العمل،
وتحيط بها دائرة من التقرنات على هيئة الثفن.
والثآليل العملاقة وتظهر ناحية الكعب وهي كبيرة الحجم ومؤلمة.
5- ثآليل المناطق
التناسلية
وهي ثآليل تنتقل بالاتصال الجنسي وتصيب الأعضاء التناسلية لدى الرجال والنساء وتظهر
عادة على شكل تجمعات جلدية ناعمة الملمس وذات لون زهري.
ويجب عند اكتشاف الثآليل في هذه المناطق فحص المريض سريريا ومخبريا لاستبعاد
الامراض التناسلية الاخرى كما يجب فحص الزوج او الزوجة عند اصابة احدهما حتى في
انعدام الشكوى لديهما كما يجب في حالة النساء اجراء فحص خاص لعنق الرحم لاستبعاد اي
تغيرات غير سليمه وذلك لارتباط نوع من ثآليل المناطق التناسلية وهو نوع
1816 لارتباطه بسرطان المناطق التناسلية وخاصة سرطان عنق الرحم.
والثآليل التناسلية قد تتكاثر وتزداد اعدادها أثناء الحمل وعند الاشخاص ذوي المناعة
المنخفضة (مثل مرضى السرطان والأيدز والذين اجريت لهم عمليات زراعة اعضاء)، كما ان
البعض قد يكونون حاملين للفيروس المسبب لتلك الثآليل بدون ان تظهر الصورة المرضية
كثآليل تناسلية لكنهم قد ينقلون الفيروس جنسيا.
وتظهر الثآليل التناسلية على شكل احجام مختلفة منها الصغيرة وكبيرة الحجم وعلى نمو
منفرد او جماعية متعددة فوق الجلد الخارجي للاعضاء التناسلية، بالاضافة الى الغشاء
المخاطي للاحليل عند الرجال والمهبل عند النساء.
ويمكن تشخيصها بالفحص الاكلينيكي ومع ذلك قد يحتاج الطبيب المعالج في بعض الاحيان
الى وضع محلول طبي موضعي وخاصة في الاغشية المخاطية بالإضافة الى الاستعانة بالفحص
المخبري النسيجي للتأكد من ذلك.
التشخيص والعلاج:
غالبا ما يكون التشخيص سهلا وواضحا لدى الطبيب المعالج.
اما بالنسبة للعلاج فيجب التأكيد أولا على ان الثآليل بصورة عامة هي أورام جلدية
حميدة ولا يعني وجودها أية أخطار للمريض ما عدا الثآليل التناسلية.
وقد يتعافى المريض من الثآليل بدون أية معالجة طبية حيث وجد ان 20- 30% من الثآليل
تزول من تلقاء نفسها خلال ستة أشهر من الاصابة وان 50% منها تزول خلال سنة ولكن
الهدف من المسارعة بالعلاج هو منع انتشارها إلى مناطق أخرى من الجسم وكذلك لما
يمثله وجودها من حرج اجتماعي ومن شكل غير مقبول.
اما طرق المعالجة
فتشمل
-
استخدام المستحضرات المقشرة التي تحتوي على مادة حامض السلاسيك بالتركيزات العالية أو حامض اللاكتيك وغالبا ما تكون هذه المستحضرات على شكل دهان موضعي اما مراهم أو سائل بتركيزات مختلفة (تركيز -17% - في معلق الكولوديون)، وقد يكون على شكل لصقات موضعية بتركيز يصل إلى 40%، ويمتاز هذا العلاج انه يقلل الفترة الزمنية اللازمة للقضاء على الثآليل ويقضي على 60- 80% من الثآليل لكن يجب الحرص الشديد بحماية الجلد السليم فيما حولها.
-
الكي بالنتروجين السائل: يعتبر العلاج بالنتروجين السائل المضغوط من اسهل واسرع الطرق العلاجية الناجحة لإزالة الثآليل في عيادات الأمراض الجلدية، وهو يكون على شكل بخاخ مباشر أو عن طريق وضعه على أعواد قطنية، ويستعمل لجميع الأعمار وخاصة الأطفال وذلك لعدم الحاجة إلى مخدر موضعي، ويؤدي إلى التهاب احمراري موضعي يزول خلال أيام ولا يترك أي آثار أو ندب، وفي الغالب يحتاج إلى الإعادة مرتين أو ثلاثة حتى تمام الشفاء.
-
الكي الكهربائي: كانت هذه الطريقة وما زالت من افضل طرق ازالة الثآليل وخاصة التناسلية منها، وتكون تحت التخدير الموضعي وبتيار كهربائي منخفض جدا ومن ثم القيام بعملية كحت مباشرة لإزالة بقايا الثآليل، وغالبا لا تترك آثاراً إذا عملت بطريقة صحيحة، والرجاء من الزملاء عدم استخدام هذه الطريقة على الأطفال وذلك بسبب انها تخيفهم كثيرا مما يؤدي إلى عدم عودتهم للعلاج مجددا.
-
الليزر: عن طريق أجهزة الليزر المختلفة مثل ليزر ثاني أكسيد الكربون، ليزر الاربيوم وغيره التي تقوم بنفس عمل الكي الكهربائي من خلال تبخير المحتوى المائي للخلايا المصابة بفيروس الثآليل وبالتالي القضاء التام عليها، لكن تحتاج إلى تخدير موضعي لتخفيف الألم.
-
مادة البودفيلين: وخاصة لثآليل المناطق التناسلية كعلاج موضعي وتحت إشراف طبي مباشر، ويوضع مرة واحدة اسبوعيا بواسطة الطبيب ويترك لفترة 4-6ساعات ثم يتم غسله، وغالبا ما يكون بتركيز 25% على شكل محلول. اما مادة البودو فيلو توكسين فتوضع مرتين يوميا لمدة ثلاثة أيام اسبوعيا لمدة 4- 6 اسابيع، ويكون على شكل سائل بتركيز 0.05% أو على شكل كريم جل بتركيز 0.015%.
-
مادة اميكويميد وهو علاج مناعي حديث خاص لثآليل المناطق التناسلية. ويكون على شكل دهان موضعي بتركيز 5% ثلاث مرات اسبوعيا لمدة أربعة اشهر، نتائجه عالية تصل إلى 81%.
-
مادة الكانثردين: ويكون على شكل محلول بتركيز 1- 0.07% يضاف إلى البودفيلين وحامض السلسيليك ويوضع بواسطة الطبيب المعالج، ويجب حماية الجلد السليم خلال العلاج.
-
علاجات أخرى: وهي علاجات موضعية تتم تحت اشراف طبي كامل مثل الفلورويوراسيل والتريتينويد والعلاجات الكيميائية المناعية وحقن الانترفيرون والبليوميسين وغيره كثير.
ويجب ملاحظة انه مع كل الطرق السابقة فقد يحتاج العلاج إلى الإعادة عدة مرات وذلك
لصعوبة القضاء على هذه الفيروسات ولمقاومتها الشديدة لمختلف طرق العلاج، كما انه من
الأفضل البدء في العلاج مبكرا وعدم التهاون فيها، كما انه من الأحسن استعمال
العلاجات البسيطة والأخف ألماً على المريض، وكلما كان العلاج والمتابعة منزلية وتحت
اشراف دوري من الطبيب المعالج كلما كانت النتائج عالية ومشجعة.
استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية
مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة
يتبع
الجزء الأول :
http://ascii-group.blogspot.com/2013/01/blog-post_6.html
الجزء الثانى :
http://ascii-group.blogspot.com/2013/01/blog-post_2575.html
الجزء الثالث :
http://ascii-group.blogspot.com/2013/01/blog-post_2186.html
الجزء الرابع :
http://ascii-group.blogspot.com/2013/01/blog-post_4585.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق