المشاهدون العرب إنقسموا حول ما
يحدث في مصر بين مؤيد للنظام وآخر لقوى
المعارضة وكأننا نتابع أحداث مباراة حامية الوطيس
بين الأهلي والزمالك.
ليس مهماً ابداً من يبقى ومن يذهب
ومن يأتي، لان الصورة العامة للاوضاع لن تتغير، سيظل توصيف الوضع القائم هو نفسه،
حكومة حديثة العهد غير قادرة على إدارة تركة من الأعباء والمشاكل
المستعصية وشعب يتملكه الضجر والرغبة
العارمة في التغير السريع، ومعارضة تريد أن تستثمر ذلك الشعور العام لتحقيق مكاسب
سياسية شخصية.
الصورة كما قلت لن تتغير ولكن قد
تتبدل الشخوص والمواقع، فقد ينتقل مرسي مكان البرادعي وقد قد يقفز عمرو موسى مكان
قنديل وبعد عام سنشاهد مرسي وقنديل في الميدان وحولهم الجماهير التي تطالب برحيل
الرئيس الجديد، وبعد عام آخر سوف
تعكس الصورة ويجري تبادل أدوار جديد،
فينتقل من في القصر إلى الميدان ومن في الميدان إلى القصر، والقاسم الوحيد والأوحد
المشترك والمتفق عليه بينهم جميعاً أن الفائز هذا العام عليه ان يحظى بتصديق
السفيرة الأمريكية أو احد مساعيدها من موظفي السفارة.
على عقلاء الأمة أن يفهموا أنه لن
يكون هناك فائز
وخاسر عندما يكون هناك إنقسام حاد بين
أبناء الشعب الواحد، فلا الفائز سيهنأ بفوزه ولا الخاسر سيقنع ويرضى الجلوس في
البيت لخمسة أعوام أخرى.
واضح جداً أن الأرضية المجتمعية
والعلمية والفكرية والثقافية اللازم توافرها لضمان إنخراط
الشعوب العربية كلها بلا إستثناء في
ممارسة ديمقراطية آمنة غير متوفرة بعد، لذلك من الأفضل ان يتم التوافق على المرور
بمراحل إنتقالية خاصة لتحضير هذه الشعوب لممارسة الديمقراطية، تماماً كما يدخل
الطفل في مرحلة الحضانة التمهيدية قبل الدخول رسمياً في المدرسة.
لذلك فإن الحل يكمن في تشكيل
إئتلاف وطني عريض يقوم بإنتخاب هيئة
رئاسية توافقية لإدارة البلاد وقد تختار
هذه الهيئة أن تنتخب سكريتيراً عاماً بصلاحيات إدارية محدودة بدل منصب الرئيس
القديم، وقد تشاء أن تدير البلاد بصورة جماعية حتى يتاح لها تنظيم إنتخابات
برلمانية ورئاسية بعد فترة خمس سنوات على الأقل.
وحتى ذلك الحين فإن إعطاء ورقة
الإنتخاب لمواطن يتوجه إلى صناديق الإقتراع بنية دعم
عشيرته أو طائفته أو بنية التقرب إلى الله
من خلال دعم مرشح الله المفضل ضد مرشح الشيطان، يعتبر تنميقاً سمجاً للتخلف لا أكثر.
وهذا ينطبق على
الوضع العام العربي وليس الوضع المصري
تحديداً!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق