بـ إشتراكك معنا يصلك كل جديـــد

للإشتراك أدخل بريدك الإلكترونى هنا

نريد هذا الرئيس بقلم فاروق جويدة


نريد هذا الرئيس بقلم فاروق جويدة


نريد رئيسا مثقفا يعرف تاريخ وطنه العظيم يحمل اسمه ويحفظ ذاكرته ويستطيع أن يتحدث عنه بفخر واعتزاز لأنه يدرك قيمته تاريخا وحاضرا ومستقبلا. نريده مثقفا حتى لا يترك نصف هذا الشعب ثلاثين عاما مشاعا للأمية لا يقرأ ولا يكتب. نريده مثقفا حتى يحرص على أن يحكم شعبا واعيا يدرك حقوقه وواجباته ولا يعتقد أن الجهل أكبر وسيلة للاستقرار وان الأمية هي الطريق إلى ديمقراطية العجز والتخلف.



نريد رئيسا يحب هذا الوطن أكثر من حبه للسلطة ويعشق هذه الأرض أكثر من عشقه للمال. ويحب البناء ولا يرضى بالخراب، خاصة خراب البشر. لأن الاستبداد لا يبني إنسانا والبطش لا يرفع أوطانا وخطيئة الحاكم الكبرى أن يرفع الجهل ويبطش بالحكمة ويجمع اللصوص ويستبيح الفكر ويعشق النفاق ويجالس السفهاء وينسى أهل الفضل.


نريد رئيسا مترفعا لأن مكانة وطنه وقيمته من قيمة شعبه، فلا يذل نفسه لأحد ولا يطأطئ رأسه لغير شعبه وأن يحافظ على سمعة وطن يتحمل مسئوليته فلا يفرط في كرامته ولا يتنازل أمام إهانة ولا يقبل لنفسه ما يغضب شعبه ويشعره بالهوان.


نريد رئيسا يشعر بآلام الناس ولا ينسى مع الوقت وبطانة السوء أن الحكم مسئولية وأن المنصب أمانة وأن السلطان عبء ورسالة. حين يجلس الحاكم بين أتباعه ومريديه وحملة المباخر حوله يصبح النفاق وساما ويصبح الولاء شفاعة ويصبح النهب حقا ويتصاعد دخان المباخر ويحجب الرؤيا والرؤي فلا يرى الحاكم غير بطانة سوء تزين له الباطل وتخفي عنه الحقيقة وتزداد المسافة وتتسع الفوارق حتى لا يرى أحدا ويكره الشعب حاكمه وينفر الحاكم من شعبه وتكون القطيعة.


نريد رئيسا يفرق بين الحلال والحرام، فلا يقبل لنفسه مالا حراما ولا يترك حاشيته أوصياء على مال الشعب فلا يوزع الهبات بلا حق والعطايا بلا عدل ولا يجمع حوله رفاق السوء من المغامرين والمتآمرين والسماسرة وأن يفصل بين ماله ومال الشعب فلا يترك مصير الوطن في يد رفاق أو أبناء أو حاشية.


نريد رئيسا يؤدي دوره في خدمة شعبه ثم يعود مواطنا عاديا يمشي في الأسواق ويتكلم مع الناس ويعيش حياته ويستكمل عمره بلا حراسات أو مؤامرات وأن ينهي حياته بدعوات شعب يحبه.


نريد رئيسا لا يترك الزمام لزوجة ولا يترك الميراث لأبناء ولا يترك الحكم لعصابة سوء ولا يقبل أن يكون محللا لزواج باطل أو صفقات مشبوهة أو مال حرام.


نريد رئيسا يحترم إرادة الشعب وحقه في برلمان حقيقي منتخب. وحكومة لها اختصاصات ومسئوليات واضحة وسلطات قضائية وتنفيذية وتشريعية ورقابية تمارس دورها ومسئوليتها في إدارة شئون الدولة بلا تجاوزات أو تحايل حرصا على مصالح الوطن والمواطنين.




على الرئيس القادم أن يدرك أن مصر تغيرت وأن الشعب الذي صنع الثورة لن يقبل دكتاتورا جديدا أو مستبدا غاشما. وأن أزمات مصر تحتاج إلى جهد وعمل دءوب وأن الذين عرفوا ميدان التحرير يمكن أن يعودوا إليه في أية لحظة وأن الذين حطموا أيادي القهر قادرون على قطعها ألف مرة. نريد رئيسا يحبنا كما نحبه ويعيش معنا ويشاركنا احلامنا لنبني مستقبلا أفضل.


بقلم فاروق جويدة

ليست هناك تعليقات:

أقسام الموقع