السعادة الزوجية
لا شيء في الحياة أهم من
الصحة الجيدة والزواج السعيد. يؤكد الباحثون أن العلاقات الزوجية الإيجابية ترفع
نسبة المناعة في الجسم وتقلل من خطورة التعرض لأزمة قلبية، وذلك عن طريق بقاء هرمون
الضغط العصبي في مستوى منخفض.
وقد يتم الزواج بين طرفين بناءاً عل علاقة حب عاطفية
فى بادىء الأمر، وسوءا أكانت هناك عاطفة جارفة تسبق هذا النمط الاجتماعى المتعارف
عليه. فكيف إذن تحافظ أنت وشريكتك على حياة ما بعد الزواج؟ وكيف تضمن استمرار
الرومانسية وتكون بمنأى عن "الملل الزوجى" وروتين الحياة الزوجية المليئة
بالمسئوليات وأعباء تربية الأبناء.
-
مقدمة عن الزواج.
-
العلاقة العاطفية بين الشريكين.
-
كيف تخلق السعادة فى الزواج؟
-
خرافات عن الزواج.
-
الزواج والحياة الجنسية.
-
معادلة المال والزواج.
-
أزمة منتصف العمر.
-
لماذا تفشل الحياة الزوجية؟
وتتطلب العلاقة الناجحة
بين الشريكين قدر من المهارات الخاصة، وتحتاج دائماً هذه المهارات إلي التجديد
والإبداع حتى تتفاعل مع المواقف والظروف المحيطة.
العلاقة هي كيان وارتباط
قائم بين طرفين ومن الممكن أن تكون بين أكثر من طرف، وقوام استمرارها استجابة
الطرفين الأساسيين فيها لإنجاحها مهما كان هناك عناصر أخرى تتدخل فيها.
هل سألت نفسك ولو لمرة
واحدة ماذا ينبغي أن تكون عليه العلاقة الحقيقية الناجحة، لابد وأن تفهم ما تريده
وترغبه من الطرف الآخر وما الذي تكون مستعداً لتقديمه. ويمكنك الحكم منذ البداية
إذا كانت هذه العلاقة ستنجح أم لا وكذلك الطرف الآخر بوسعه ذلك وتتلخص في التالي:
هل أنتما تفكران بنظرة مستقبلية لعلاقتكما أم نظرة وقتية واجعل شعاركما سوياً "الماء
والشمس" اللازمان لاستمرار الحياة فالماء والشمس يمثلان تعادل للحياة من الشد
والجذب الشد المتمثل في حرارة الشمس والجذب في برودة الماء التي تطفيء لهيب الحرارة.
إذا وقعت في الفخ وأقدمت
علي علاقة سوية أولاً وقبل أي شيء لابد وأن تعرف ما الذي جعلكما ترتبطان سوياً،
وبمعني آخر ما الذي جذبكما لبعض من الناحية العاطفية والجسمانية؟ ما الذي تعجب/تعجبي
به في شخصيتها/شخصيته لأنه بعد مرور فترة زمنية لا مفر من وجود خمول في العلاقة
العاطفية وهذا لا يعني زوال الحب، وإنما إذا صادف ظهور بعض المشاكل في فترة الخمول
هذه وكانت العلاقة قائمة علي معرفة نقاط الاقتناع المدروس منذ البداية فسيكون الحل
سهل وإيجابي وتتمثل مفاتيحه في قليل من المجهود والوقت لأن الرغبة والإرادة
متوفرتان للقضاء علي أي عاصفة.
كل طرف من أطراف هذه
العلاقة هو في الأصل كان طرفاً مستقلاً قبل الارتباط له أفكاره ومعتقداته الخاصة عن
الأشياء التي يتعامل معها وتحيط به، لذا لا تتوقع من الطرف الآخر أن يفكر بنفس
طريقتك، لكن في نفس الوقت لابد وأن يكون هناك اتفاق في الاستنتاجات إذا أردت تجنب
الجدل المتكرر. ويحكم بعض الأشخاص علي نجاح العلاقة من خلال كم مرات المقابلة فيكون
المعيار لدى البعض من خلال الرؤية اليومية والبعض الآخر هو وجود فترات من الابتعاد
وهذا هو أحد العوامل التي قد يغفل عنها الكثير أو يتجاهلها لكنه مهم للغاية وينبغي
مراعاته. وهذا يتوقف علي المدى الذي يمكن أن تنتظره في فترة الابتعاد!
الصبر هو مفتاح يفتح
جميع الأبواب المغلقة للعلاقة، ففي بعض الأحيان قد لا يستجيب الطرف الآخر بطريقة
مرضية لك لكن هذا لا يعني أيضاً أن تأخذ الأمر بجدية أو بشكل شخصي عليك بالتمهل
وعدم التسرع، خذ نفس عميق ثم فكر في الأسباب لماذا يتصرف الطرف الآخر بهذا الشكل لا
تصدر الحكم أو رد الفعل في وقته لأنه سيكون بمثابة الهجوم . لكن اتركه واعطه الفرصة
للتراجع عن تصرفه مع اشعاره بأنك تلتمس العذر له وأنك مستعد لسماعه في أي وقت يلجأ
إليك، لا يهم نوع الموقف الذي تعرضت له. أما إذا كنت غير مستعداً لسماعه فمن الأفضل
إنهاء العلاقة علي الفور.
الصراحة وتحتل قائمة
العلاقة الناجحة، فالصراحة هي دعامة الشعور بالأمان والراحة تجاه الطرف الآخر. وهي
أبسط مقومات الإنسانية التي يمكن أن يتحلي بها الشخص وأعمقها في نفس الوقت وأن تكون
إنساناً ليس معناه أن تكون كاملاً أي أن هناك مساحة للأخطاء في حياتك لكن المهم أن
تكون هذه الأخطاء ليست عن عمد أو بشكل متكرر لنفس الخطأ ولأن العلاقة ستتحول لخط
آخر من عدم الاحترام والاهتمام للطرف الآخر. لكن إذا أدركت أنت والطرف الآخر
الأخطاء والشعور بالتأنيب والندم، فأنت تعمل علي إسعاد شريكك أو شريكتك.
القبول هو أول مقومات
النجاح وإن كنا نذكرها مؤخراً، فلا يوجد شخص يرغب أن يرتبط بآخر إذا شعر بأنه مرفوض
من الطرف الآخر لوجود صفات فيه قد لا تتفق مع شخصيته لاحساسه بذلك، وهذه نقطة قوية
توضح جمال الفردية بأن لكل واحد منا قراراته، هواياته، أهدافه .. الخ. عندما يحبك
شخص بصدق سيتقبل كل شيء فيك محاسنك ومساوئك ليس جانب واحداً فقط سيتقبلك بشكلك،
بعواطفك، بأحلامك، بهواياتك ... بكل شيء فيك.
الحنان والاهتمام، غير
مطالب منك/منكِ أن توقف حياتك بأكملها من أجل الطرف الآخر لكن لا مانع أن تكون/تكوني
إنسانة رقيقة مكرث/مكرثة حياتك للطرف الآخر عند الاحتياج لك/لكِ وأن تكون متواجد إن
لم يكن هناك احتياجاً ملحاً لاظهار الرعاية والحب في المقام الأول لأن ذلك سيعطيك
قدراً كبيراً من السعادة والاحترام لنفسك قبل الطرف الآخر.
تذكرا دائماً أن العلاقة
الناجحة هل أنت وشريكك/شريكتك مستقلان كشخصين مختلفين لكن مندمجين كروح ومشاعر
واحدة.
الزواج فى حد ذاته لا
يجلب السعادة أو يحققها للإنسان (أى أنه لا يخلق الشيء من العدم)، فإحدى الخرافات
المعروفة والشائعة عن هذا النوع من الرباط بيم الرجل و بأنه يجعل الفرد سعيداً ..
والأصح فى ذلك أن الزواج بمفرده لن يحقق ما يرمو إليه
الإنسان من مفهوم السعادة أو الإحساس بها.
السعادة إحساس ينبع من
داخل الإنسان، فالسعادة سواء على المستوى الفردي إن لم يكن الإنسان متزوجاً أو إذا
كان شريك مع فرد آخر فى إطار رابطة الزواج شىء ينبع من داخل النفس البشرية. وكون
الإنسان متزوجاً فهذا عامل يضيف إلى سعادته لكن لا يوجدها، فالزواج ليس المصدر
الأولى لسعادة الشخص.
والأهم من ذلك أن هناك
مفاهيم هامة لابد وأن يتم تبنيها لخلق السعادة له ولمن حوله سواء أكان متزوجاً أم
لا، ومن هذه المفاهيم:
-
التصرف بلطف مع الشريك الآخر
بدون تبادل الاحترام أو
أن يكون الإنسان لطيفاً مع من يتعامل معهم فلن تستمر علاقته من أى نوع والعكس صحيح،
والتالي هى بعض الطرق التي يمكن أن يتأكد منها الشخص عما إذا كان لطيفاً مع شريك
حياته أم لا:
-
هل يستخدم كلمة نعم أكثر من كلمة لا عند تلبية أى مطلب من مطالب الشريك الآخر.
-
هل يستمع للطرف الآخر بصدق.
-
لا يقاطع شريكه/شريكته أثناء التحدث.
-
التأدب أثناء التحدث مع الطرف الآخر واستخدام كلمات "من فضلك وشكراً".
-
هل يتحدث عن الصفة الحميدة فى الشريك الآخر.
-
هل يبتعد عن التعليقات التي تبعث على الغضب.
-
هل يشارك الطرف الآخر فى كل شىء حتى فى اقتسام قضمة الطعام، فكون الإنسان لطيفاً فمعناه أنه كريماً.
-
هل يستخدم السخرية بغرض الدعابة وليس بغرض إيذاء المشاعر.
-
هل يساعد الشخص الطرف الآخر، ويكون عوناً دائماً له.
-
هل يبحث عن كل ما هو جديد وإيجابى فى الشخص الآخر.
-
هل يبدى الاهتمام بكل ما يفعله الطرف الآخر أو يقوله (عدم إدارة العين بعيداً أثناء الحديث) حتى وإن لم يكن على اتفاق معه.
-
هل يحرص على أن يشعر الطرف الآخر بتقديره له.
-
هل يحرص على اللفتات الحانية مثل "فتح الزوج لزوجته الباب الثقيل".
إظهار الحب للشريك الآخر
معناه التعبير عنه وإظهار هذه العاطفة القوية بطرق شتى من أجل تحريك الحياة الزوجية
فى طريقها الإيجابي.
قد تبدو بعض الكلمات
البسيطة والأفعال وكأنها غير مهمة فى إحياء الحياة الزوجية عند البعض، إلا أن هذا
غير صحيحاً. حيث نجد "ليو بوسكاجليا الذى كتب (تعلم عن الحب)
/Leo Buscaglia (Taught about love" يقول: "الأقوال والأفعال التى تقول أنت
تغنى حياتى، تستمر للأبد".
-
قول كلمة "أحبك" للزوج أو الزوجة مرة واحدة على الأقل فى اليوم.
-
كتابة تعليقات غير متوقعة عن الحب.
-
إعطاء قبلة رومانسية.
-
مشاركة الطرف الاخر فى استرجاع الذكريات (متمثلة فى الصور) واللحظات السعيدة التى مرت بهما.
-
الإنصات الجيد للطرف الآخر هذا دليل على الحب وليس الاحترام فقط.
-
الحرص على تقوية الرابطة، ومثال على ذلك إمساك اليدين.
-
طهى الطعام سوياً.
-
الإيماءات الرقيقة.
-
الابتسامة فى وجه الطرف الآخر.
-
عدم نسيان تواريخ أعياد الميلاد والزواج.
-
تبادل الهدايا غير مدفوعة الثمن من حين لآخر، وذلك من خلال القيام ببعض الواجبات المنزلية مثل شراء متطلبات المنزل، طى الغسيل ... الخ
الرومانسية أولوية هامة
فى الحياة الزوجية ولابد أن تتصدر قائمة الأولوياات المتعددة المثقلة بالأعباء.
والرومانسية فى الزواج تكون:
-
المشاركة.
-
المرح.
-
الاحترام.
-
التخطيط.
-
الفعل.
-
الاهتمام.
-
الترابط.
-
العطاء.
-
الأخذ.
-
المفاجاة.
-
الاستماع.
-
الاختيار.
-
المنزلة الخاصة.
وقد قال "جريجورى جوديك
فى إحدى كتاباته - 1001 طريقة لتكن رومانسياً /
Gregory Godek – 1001 Ways to be romantic": " لماذا يتضايق الأشخاص من
الرومانسية عند حدوث الزواج، فهى تساعد على الارتقاء
بجودة حياة الإنسان. وقد يضفى البعض طابع الرومانسية على حياته الزوجية بالتوقف
فجاة عند محل زهور لشراء باقة صغيرة من الورد تنعش القلب، حتى وإن مرت أعوام عديدة
على الزواج فلابد أن يكون هناك توازن فى الرومانسية"
أفعال الإنسان تتحدث عنه
وتكون أكثر تأثيراً من القول، فمحفظة خاوية من النقود ليس معناه أنه لا مكان
للرومانسية فهذا اعتقاد خاطىء.
الرومانسية ليس معناها
التضحية بالذات من أجل الآخر، لكن معناها أن الشريكين يعيشان حياتهما سوياً باتصال
وجدانى مرهف، أو من خلال فعل بعض الأشياء التى تبعث على السرور للشريك الآخر ..
فالرومانسية هى رغبة كل طرف فى البقاء مع الطرف الآخر.
إن تجديد الحياة الزوجية
بين الرجل و من حين لآخر شيء ضروري وهام حتى لا تتعرض حياتهم للملل والروتين الذي
يشعر بهما أزواج عديدة.
لا تخجل من أن تجدد
الرومانسية في حياتك الزوجية. الرومانسية موجودة في الحياة من حولنا مثل العبير
الحلو الذي نستنشقه في الهواء، كما أن لها شفافيتها وجاذبيتها. لم لا يحاول كلا من
الزوج والزوجة أن يخلق ولو ليوم واحد في السنة ليلة "رومانسية" لا يهم عدد السنين
التي مرت هل خمسة شهور أم خمسين عاماً.
مدونة أسكي جروب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق