كنت مدرسا عندما استدعاني ضابط المخابرات الإسرائيلي في أوائل التسعينات وبعد انتظار ممل، دخلت عليه وأنا أتصفح جريدة القدس وكان عنوانها الرئيس "اسرائيل تبعد 400 فلسطيني إلى مرج الزهور"، سأل: ماذا تقرأ، أجبته عن الخبر الرئيس..سأل: ما رأيك؟ أجبت: قرار غبي..سأل: لم؟ رددت: إنهم لا يعرفون بعضهم الآن، فهم من مدن وقرى ومناطق مختلفة والآن ستكون لهم فرصة اللقاء والتعارف والتنسيق والتخطيط بعد العودة، هذا فضلا عن تشويه سمعة إسرائيل عالميا..ثم أكمل استجوابه!
التقى ابن نابلس بابن الخليل بابن القدس بابن جنين، وابن الضفة بابن غزة، وابن هذه القرية بابن تلك القرية وهكذا، والواحد فيهم لم يكن يعرف أو يسمع قبل الإبعاد إلا بعدد لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة أو اليدين الاثنتين من زملائه المبعدين. وخلال فترة الإبعاد تواصل مع الجميع دفعة واحدة، وجها لوجه بدون الاستعانة بهاتف أو صديق!
كان لرابطة الإبعاد أو الاعتقال دورها وفعلها بعد عودة المبعدين إلى فلسطين بعد عام، فقد ساهمت هذه العلاقات والاتصالات المباشرة التي بُنيت أو تطورت خلال فترة الإبعاد في تقوية حماس تنظيميا، وتعزيز خبرتها العسكرية بما تعلمته من علوم وتلقته من تدريبات خلال تواجدها في لبنان، فضلا عما حققوه من إنجازات معرفية وثقافية ودينية خلال عام في الإبعاد.
اعتقل النظام السوري حتى الآن ما يقارب عشرة آلاف معتقل سوري من قرى ومدن مختلفة حسب المصادر. سأتحدث بنقاط وبدون شرح ممل عن ايجابيات الاعتقالات، برغم بعدها المأساوي، في نقاط:
مدونة أسكي جروب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق