لقد انكشف مخطط كبير كان معداً لإقامة جمهورية إسلامية في الخليج العربي بأكمله لا في البحرين فحسب، وهذه حقيقة لابد أن ننبه لها وضرورة فتح ملفها بالكامل. لقد كان استعجال عبد الوهاب حسين ومشيمع وحزب الله البحريني بالإعلان عن ''الجمهورية الإسلامية'' في البحرين قبل أن تنضج وتتهيأ الأجواء في بقية دول الخليج، وقد كان استعجاله هذا سبباً رئيساً في إفشال المخطط المرسوم بدقة، وسواء كان تسرع مشيمع بسبب فخ نصب له ليستدرج لكشف الورقة الأخيرة أو بسبب وهم تصوره بغياب أو سقوط الدولة فالأمر سيان. إذ إن الإعلان جاء ضربة قاصمة أجهضته مبكراً وعجلت من دخول المملكة العربية السعودية للدفاع عن أمن المملكة العربية السعودية منطلقاً من أمن البحرين.
الفخ كان بالدفع تجاه الاصطدام المتعمد مع الشرطة والأمن والدفع المتعمد بسقوط عدد من الضحايا، ومن ثم وعن طريق الاستيلاء على طوارئ إحدى المستشفيات يتم الإيحاء للعالم عن طريق بث فضائي حي من المستشفى بمضاعفة أعداد الضحايا والإيحاء بوجود مشروع إبادة جماعية ومجزرة جماعية كي يجبر المجتمع الدولي على التدخل لحماية الأبرياء وبذلك الغطاء الدولي يسقط النظام البحريني وتعلن الجمهورية الإسلامية في البحرين، أما بقية الأنظمة الخليجية فقد هيأت لها الخلايا النائمة بعض الأرضيات كي تتبعها مستقبلاً وبعضها كان التصور أنها قد نضجت كما هو حال الكويت وبعضها كما هو في القطيف والأحساء كان على شوك النهوض.
حزب الله في بقية دول الخليج كان مستعداً للمساندة وقبول فكرة الجمهورية والترويج لها كما رأينا من مواقف صالح عاشور وعدنان عبد الصمد ومحسن جمال وبمساندة تمويلية من عملاء إيران في الكويت (محمود حيدر)، ومن الزيارات المتكررة المرصودة والمعلنة من نواب في مجلس الأمة شيعة كويتيين صرحوا بزيارتهم للدوار في القنوات الإعلامية بلا مواربة.
ولا ننسى أن حزب الله الكويتي قد أعد العدة على نار هادئة منذ فترة زمنية بعدد كبير من القنوات الفضائية ومثلها من الصحف ومثلها بدخول مجلس الأمة، ولتكون أدوات مساندة للمشروع متى ما نضجت الفكرة والإعداد، ولصعوبة البدء في الكويت نظراً لنسبة الشيعة المحدودة هناك كان على المخطط أن يبدأ في الحلقة الأضعف وتحت مظلة المطالب المعيشية في البحرين، ومن ثم تتحرك الجماعة في الشرقية في المملكة العربية السعودية وفي الكويت حتى تكتمل الصورة. اليمن هي الأخرى ليست بعيدة عن هذا المخطط وبواسطة الحوثيين كانت نية إيران أن تسيطر على باب المندب مثلما تهدد بالسيطرة على مضيق هرمز، وبهذا تحاصر منابع النفط والجزيرة العربية. في القطيف والأحساء كانت هناك حركات احتجاجية خصصت لها قناة العالم ساعات بث مباشرة ووضعتها إلى جانب الساعات المباشرة البحرينية تحت عنوان واحد ''الصحوة الإسلامية''.
لكن توقف النظام السياسي البحريني السريع عن اللجوء للحل الأمني جاء على غير المتوقع والمرسوم له، كان فطنة أتت في أوانها وإدراك النظام البحريني أن سقوط عدد أكبر من الضحايا كان (مطلباً) كي يفتح باب تدويل القضية البحرينية، هذا الإدراك جعلها تسحب قواتها الأمنية وتسحب جيشها ومنحها ذلك القرار الفرصة لإعادة ترتيب الأوراق من جديد طوال الشهر الماضي، وكسب الرأي العام الدولي وتحييده، حتى لو اضطر النظام في البحرين فيما بعد للجوء للحل الأمني فإن المجتمع الدولي سيتفهم تلك الحاجة والضرورة، ليس ذلك فحسب بل عكس الآية، ونجح في نصب فخ لحزب الله واستدرجه كي يشعر بالأمان فيكشف عن كل أوراقه. وبالفعل هذا الذي حدث لذلك فإن الوهم الذي عاشته المعارضة الشيعية بسقوط الدولة والنظام هو الذي سارع في خلع القناع الأخير وإسقاط الورقة الأخيرة مما أيقظ العالم لا النظام فقط على حقيقة الوضع في البحرين.
الذي في الفخ أكبر من العصفور يا جماعة، الصورة بدأت تتضح أكثر وأكثر، أدركت البحرين وأدركت المملكة العربية السعودية تلك الصورة لذلك نأمل أن يصحو أحبتنا في الكويت وينتبهوا للفخ المنصوب لهم. نأمل من القيادات الكويتية المخلصة الابتعاد حالياً عن تهييج الشارع الكويتي وإسكات من يحاول أن يهيج الشارع البحريني، هم يريدون أن تتخبط الكويت ويريدون أن يكون هناك حل أمني في الكويت. ويدفعنا هذا لحث القيادات السعودية البحرينية الكويتية على التنسيق فيما بينهم حتى لو تطلب الأمر عقد قمة ثلاثية سريعة، فأمن المنطقة كلها مهدد الآن. الأمر تعدى قصة المطالب الإصلاحية البحرينية التي يروج لها الأقطاب الشيعية الكويتية، والأمر يتعدى استجواب رئيس الوزراء الكويتي، ولولا إدراك المملكة العربية السعودية خطورة ما يجري الآن في البحرين على أمنها لما تدخلت وبسرعة، وهذا الذي جعل جنون إيران يصل إلى حد نزع كل الأعراف الدبلوماسية بشكل غير مسبوق!!
الآن كل هم حزب الله والشيرازيين الشيعة (في لبنان والعراق والكويت والبحرين) هو عدم توحد الأجندة الخليجية، فذلك سيجهض المخطط باكراً، كل همهم وضغطهم الإعلامي هو عدم توظيف درع الجزيرة والتقليل والتهوين من الخطر الإيراني فإن ذلك يعني وأد المخطط قبل أوانه.لذلك نطالب نحن شعوب الكويت والبحرين والمملكة العربية السعودية بعقد قمة ثلاثية وفوراً، ونأمل من الأخوة في الكويت عدم تكرار التهاون مرة أخرى فلسنا على استعداد لدفع ثمن تهاونهم مرتين!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق