يعتبر مرض السكري من أكثر الأمراض انتشارا بين الناس ، وتبلغ نسبة الإصابة به حوالي 10% في كافة أنحاء العالم ، وقد عرف الإنسان هذا المرض منذ زمن طويل وفشل في علاجه ، حتى اكتشف الطبيب الهولندي (لنغر هانس) دور بعض أجزاء البنكرياس في تخفيض مستوى السكر في الدم ، وبعد أبحاث وتجارب طويلة قام بها الأطباء ، اكتشف طبيبان كنديان في عام 1921 الأنسولين الذي يضبط نسبة السكر في الدم ، وبذلك تمكن الإنسان من التغلب هذا المرض الخطير في حينه.
السكري مرض سببه فشل البنكرياس جزئيا أو كليا في إفراز هرمون الأنسولين مما يؤدي الى ارتفاع مستوى السكر في الجسم اكثر من المستوى الطبيعي والذي يتراوح بين 80 – 120 مليغرام / 100 مللتر دم . وتكمن أهمية هرمون الأنسولين في قدرته على تحويل السكر الزائد عن حاجة الجسم إلى مركب (جلايكوجيني) يتم تخزينه في الكبد والعضلات لاستخدامه عند الحاجة.
- عوامل وراثية وعائلية ، فإذا كان أحد الوالدين مصابا بالسكري فان احتمالية إصابة الابن في منتصف عمره تقارب 10 % ، بينما إذا كان كلا الوالدين مصابين ، فان احتمالية إصابة الابن ترتفع إلى 20% وقد تصل إلى 30% عندما يتقدم به العمر.
- إصابة الجسم ببعض أمراض الغدد الصماء كالانسمام الدرقي وزيادة هرمون الكورتيزون ، وكذلك اعتلال الكبد والبنكرياس المزمنين.
- تعاطي الكحولات والخمور والتي تؤدي إلى تلف البنكرياس وعجزه عن القيام بوظائفه الحيوية الهامة.
- الحمل ، ويعرف بسكري الحمل ، ويكون مؤقتا ويجب مراقبة الحامل باهتمام إذ أن هبوط مستوى السكر في الدم عند الحامل يعرض الجنين للوفاة أو إلى إصابة دماغه ، أما ارتفاع مستوى السكر في الدم فيعرض الجنين إلى الإصابة بتشوهات مختلفة وقد يؤدي إلى الإجهاض.
- سكري الصغار ، وتكون نسبة الإصابة به قليلة (10 % تقريبا) وتحدث في سن الطفولة والشباب تحت سن 25ويكون البنكرياس عاجزا تماما عن إفراز الأنسولين.
وأيا كان نوع السكري ، فان الأعراض المرضية لهما تتشابه ، حيث يلاحظ عند المصابين ، شعورا بالانحطاط العام والتعب والوهن الجسدي مع كثرة التبول والعطش وعدم قدرة الأطفال والمسنين على التحكم بالبول ، ويصاحب ذلك في بعض الحالات غباش في الرؤية وتذبذب مستوى الإبصار ، كما يحدث خدران وتنميل في الأطراف وإصابة بعض أجزاء الجسم بالدمامل والالتهابات الفطرية مع بطء اندمال الجروح والخدوش.
تكمن خطورة مرض السكري في مضاعفاته الكثيرة التي تدمر أجهزة الجسم المختلفة وتجعلها بحالة عجز وشلل ، وقد وجد إن نسبة عالية قد تصل إلى 50 % من مرضى السكري (النوع الثاني) لا يشكون أبدا من أية أعراض مرضية مما يؤخر كثيرا في تشخيص حالتهم المرضية ويكون خلالها المرض قد استفحل في الجسم وأدى إلى مضاعفات خطيرة للغاية.
ومن أهم هذه المضاعفات الناتجة عن مرض السكري ، نقص مناعة الجسم ضد الأمراض الجرثومية بحيث يصبح فريسة سهلة للجراثيم التي لا تجد مقاومة ، كما يلاحظ انتشار الفطريات على الجلد والأظافر مع بطء شديد في التئام الجروح والقروح وما يصاحب ذلك في الكثير من الاحيان اعتلال لأعصاب الأطراف السفلية والعلوية مما يسبب آلاما حادة وخدران وتنميل في اليدين والرجلين وقد يفضي ذلك إلى فقدان الإحساس.
كذلك فقد يصاب مرضى السكري باعتلال الكلى والذي يؤدي إلي حدوث فشل كلوي تام ، وأنجع طريقة للتغلب على ذلك ، هي قياس كمية البروتين (الزلال) في البول بشكل دوري ، أيضا فإن مرض السكري يشكل خطرا داهما على شبكية العين وقد يؤدي إلى فقدان البصر بشكل جزئي أو كلي ، كما قد تصاب العين بمرض الساد (الماء الأبيض).
إن اختلال نسبة السكر في الدم ، سواء بالهبوط الشديد أو الارتفاع الحاد يتسبب بحالات غيبوبة ، وتعرف بغيبوبة السكري والتي قد تشكل خطرا حقيقيا على حياة المصاب في حالة عدم إسعافه فورا.
مرض السكري ، داء مزمن لا يوجد علاج ناجع له ، لكن هناك وسائل كثيرة ناجعة وفعالة للسيطرة عليه والحد من مضاعفاته ومن أهمها:
- إن يتفهم المصاب طبيعة مرضه ، وأن يتقبل تطبيق كافة الإرشادات المعطاة له من قبل الطبيب بدقة واهتمام ، كذلك على مريض السكري إتقان استخدام أجهزة فحص السكري.
- الحمية الغذائية بحيث يتم الاعتدال في تناول المواد الكربوهيدراتية كالسكر والأرز والبطاطا والخبز ، والاعتلال في تناول الدهون والإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالألياف كالخضروات والفواكه مع الانتباه لكمية السكر الموجودة فيها ، كذلك ينبغي استخدام المحليات الصناعية مثل السويتام عند الرغبة في تحلية الشاي والقهوة والعصير . ومن الأمور الهامة التي يجب الاهتمام بها ، الالتزام بكمية السعرات الحرارية الموصى بها من قبل الطبيب المعالج ، مع مراعات إن يكون الغذاء في نفس الوقت متوازنا ومتنوعا بحيث يحتوي على النشويات والبروتينات والدهون والفيتامينات والمعادن وبنسب دقيقة ومحسوبة ، وفيما يلي برنامج غذائي ليوم مقترح كامل يحتوي على 1900 سعر حراري تقريبا.
بيضة واحدة أو ملعقتان لبنة ، نصف رغيف قمح ، بندورة حبة صغيرة ، كوب حليب بدون سكر أو كوب لبن ، برتقال حبة وسط.
ثمانية ملاعق طعام فريكة ، لحمة حمراء مشوية (كمية معتدلة) ، ربع رغيف قمح ، سلطة خضار بدون زيت ، تفاحة صغيرة.
قرص جبنة ، خمسة ملاعق حمص ، ربع رغيف قمح ، خمس حبات زيتون ، كوب شاي محلي بسويتام.
- ممارسة الرياضة يوميا ، إذ تعمل التمارين الرياضية على استهلاك جزء كبيرا من سكر الدم وتخفيض نسبة الدهون في الجسم.
- استخدام الحبوب الخافضة للسكر ، تعطى هذه الحبوب للمصابين بمرض السكري من النوع الثاني (سكري الكبار) ويمنع أخذها من قبل المصابين بالنوع الأول (سكري الصغار) ، وقد وجد أن هذه الحبوب تفقد فعاليتها بمرور الوقت ، وعندئذ فإنه يجب التحول للأنسولين.
ويوجد نوعين من العلاج ، الأول يؤخذ عن طريق الفم ويعمل على تحفيز البنكرياس لإفراز الأنسولين ، أما النوع الثاني ، فهي حقن الأنسولين التي تصب مباشرة في مجرى الدم وتقوم بخفض نسبة السكر فورا.
بالرغم من أن مرض السكري مرض خطير ويشكل تهديدا حقيقيا لصحة المصاب به ، الا ان التعامل الواعي مع هذا المرض واتباع كافة التعليمات وارشادات الطبيب المختص ، تجنب المصاب شرور وويلات مضاعفاته المدمرة للصحة ، ومن المهم الاشارة الى وجوب التعامل الجدي مع أعراض هذا المرض قبل اكتشاف الإصابة به ، لذلك ينبغي على الأشخاص الذين بلغوا سن الأربعين والذين لديهم الاستعداد الوراثي للإصابة به ، أن يقوموا بالفحص الدوري الخاص بالسكري سنويا.
الإنسولين هو هرمون تفرزه جزر لانجرهانز الموجودة في غدة البنكرياس وهو المسؤول عن ضبط مستوى السكر في الدم حيث أنه يعمل على نقل الجلكوز من الدم إلى خلايا العضلات، الكبد و الأنسجة الدهنية.إن مرضى السكري قد لا يوجد لديهم إنسولين وهذا ما يسمى بالنوع الأول ويعرف أيضاً بالداء السكري المعتمد على الإنسولين أو يكون موجود ولكن هناك خلل في الخلايا المستقبلة له (الداء السكري الغير معتمد على الإنسولين).
جميع مرضى السكري من النوع الأول, بعض مرضى السكري من النوع الثاني الذين لا يستجيبون لأدوية السكر التي تعطى عن طريق الفم وكذلك الحامل التي تستجيب لهذه الأدوية لكن تلك الأدوية تؤثر على الجنين.
- سريع المفعول (صافي): مثل انسولين ليسبرو(هيومالوج)® وهو سريع الامتصاص يبدأ عمله (5-15 دقيقة) وقصير الأجل حيث يستمر لمدة (3-4 ساعات).
- معتدل المفعول (عكر): مثل انسولين NPH يبدأ عمله خلال (1-3 ساعات) و يستمر لمدة ( 12-16 ساعة).
- أنسولين مخلوط (عكر + صافي): نوعين من الانسولين مخلوطين في علبة واحدة مثل الخليط من المعتدل و NPH (N) يبدأ عمله خلال نصف ساعة و يستمر لمدة (12-16ساعة).
يجب على مريض السكري أن يقيس مستوى السكر في الدم عن طريق الأجهزة المخصصة لذلك ومن ثم يقوم بتسجيل القراءات وإظهاره للطبيب الذي يقوم بتحديد جرعة الانسولين بناء على تلك القياسات.
إذا كنت تستخدم الإنسولين المعتدل أو طويل المفعول ينبغي أن تأخذه قبل الوجبة بحوالي 15-30 دقيقة. أما إذا كان الإنسولين ليسبرو ينبغي أن تأخذه قبل الوجبة بأقل من 15 دقيقة.
اغسل يديك أولا
امسح وجه العبوة المطاطي بالمسحة الطبية ثم تدخل الإبرة وتقلب العبوة ثم تسحب الكمية المطلوبة بعد أن تدخل في العبوة كمية مساوية من الهواء بواسطة الحقنة اقلب العبوة إلى وضعها الأصلي ثم اخرج الإبرة من العبوة.
تأكد من عدم وجود فقاعات من الهواء داخل الحقنة قبل إخراج الإبرة من عبوة الإنسولين. في حالة وجود الهواء, قم بإمساك الحقنة والعبوة بخط مستقيم لأعلى ثم اضرب الحقنة بإصبعك تجد أن فقاعات الهواء ترتفع لأعلى, ادفع مكبس الحقنة حتى تتحرك الفقاعات إلى عبوة الإنسولين. نظف مكان الحقن من الجلد بالمسحة الطبية ويتم ذلك بأن تجمع جزءاً من الجلد بين أصابع يدك والإبهام على الأقل 7 سم من الجسم, ثم ادخل الإبرة بزاوية 90 أما إذا كنت نحيف فيمكن أن تدخل الإبرة بزاوية 45.
قبل أن تدفع الانسولين اسحب قليلاً فإذا خرج دم فغير مكان الحقن أما إذا لم يخرج دم فادفع بالانسولين خلال خمس ثوان ثم اسحب الإبرة وضع مكان الحقن مسحة طبية لبضع ثوان.
بالنسبة للحقن والإبر إذا كان المريض يستخدم الزجاجية فانه يستخدمها أكثر من مرة بعد تعقيمها, أما إذا كان يستخدم الحقن البلاستيكية فإنها تكون جاهزة للاستعمال مرة واحدة فقط ومن ثم ترمى.
إذا كنت تستخدم أكثر من نوع من الانسولين وتريد خلط النوعين في حقنة واحدة فاسحب من الصافي أولا ثم العكر ثانياً.
إن الإنسولين يمكن أن يحقن تحت جلد البطن أو الفخذ أو المقعدة أو الذراعين.
لو أخذت جرعة زائدة من الإنسولين سوف يقوم بتخفيض مستوى الجلكوز في الدم يشكل كبير ومن ثم يشعر بتعب, إغماء, خفقان, عرق، جوع، رعشات وفي بعض الأحيان يصل إلى غيبوبة تامة.على مريض السكري الذي يتعرض لمثل هذه الأعراض أن يحمل معه دائماً وجبة خفيفة أو قطعة من الحلوى أو السكر.
- العبوات غير المفتوحة تحفظ في الثلاجة بدون تجميد، أما المفتوحة فتحفظ في درجة حرارة الغرفة العادية بعيداً عن الضوء والحرارة العالية والأفضل حفظها في الثلاجة.
- لاستخدم إنسولين الذي تم تجميده ثم ذاب, أيضا لا تحاول تسخين العبوة لتغلي.
- يجب ألا يحقن الانسولين وهو بارد بل يخرج من الثلاجة قبل استعماله.
- لا تستخدم الانسولين إذا كان لونه متغيراً أو يحتوي على كتل لكن يجب يتنبه المريض إلى أن هناك أنواع من الإنسولين تكون في الأصل عكرة.
بما أن مرضى السكري يكونون معرضين للإصابة بالالتهابات أكثر من غيرهم لذا عليهم أن يحافظوا على النظافة باستمرار خاصة الأسنان والأقدام، ويجب أن يحرصوا على تنظيف وتعقيم أي جرح.بعد استخدام الإنسولين ينبغي التأكد من مستوى السكر في الدم بواسطة الأجهزة أو الأشرطة البلاستيكية.لابد من الحرص على الحمية إضافة إلى الانسولين لذا على المريض أن يتبع تعليمات الطبيب حول أنواع الطعام وكمياته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق