الدكتور مصطفى محمود رحمه الله
لا تصدقني إذا قلت لك أنك تعيش حياة أكثر بذخا من حياة كسرى أنو شروان .. وأنك أكثر
ترفا من
إمبراطور فارس و قيصر الرومان وفرعون مصر، ولكنها الحقيقة !
وقيصر الرومان كان يشرب من
السقا ويحمل إليه الماء في القرب، وأنت
تشرب مياها مرشحة من حنفيات ويجري إليك الماء في أنابيب. والإمبراطور غليوم كان عنده أراجوز، وأنت
عندك تليفزيون يسليك بمليون أراجوز.
ولويس الرابع عشر كان عنده
طباخ يقدم أفخر أصناف المطبخ الفرنسي، وأنت تحت بيتك
مطعم فرنسي، ومطعم صيني، ومطعم ألماني، ومطعم ياباني، ومحل محشي، ومحل
كشري، ومسمط،
ومصنع مخللات، ومعلبات، ومربات وحلويات!
ومراوح ريش النعام التي كان يروح بها
العبيد على وجه الخليفة في قيظ الصيف ولهيب آب، عندك الآن مكانها مكيفات هواء تحول
بيتك إلى جنة بلمسة سحرية لزر كهربائي!
فمن عنده عربة لا يستمتع بها، وإنما ينظر في حسد لمن عنده عربتان، ومن عنده
عربتان
يبكي على حاله، لأن جاره يمتلك طائرة، ومن عنده طائرة يكاد يموت من الحقد والغيرة
لأن
أوناسيس عنده مطار، ومن عنده زوجة جميلة يتركها وينظر إلى زوجة جاره.
وفي
النهاية يسرق
بعضنا بعضا، ويقتل بعضنا بعضا حقدا وحسدا.
إرتقى الإنسان في معيشته، وتخلف في
محبته، ونسى فطرته الإنسانية التي فطره الله
عليها. فكروا ملياً وانتشلوا أنفسكم قبل فوات الأوان، وليعرف كل منا نعم الله
المغدقة عليه ويحمد الله كثيراً
ويشكره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق