القيلولة
وإذا كان عدم التقيد بهذه القيلولة
يسبب الإرباك للكثير بدلاً من الإنتعاش واليقظة إلا أن الباحثين وجدوا أن هناك
فوارق شخصية هائلة تضطر بعض الأشخاص في النهاية إلى اختيار فترة النوم التي تناسب
ظروفهم
وأضاف الدكتور (ديفر دينفس) من المركز الطبي بجامعة بنسلفانية بالولايات المتحدة
الأمريكية في إحدى الدراسات قائلا إن
الجسم يتعافى مما أحدثه الحرمان من النوم بسرعة أثناء الساعة الأولى من النوم
العميق
وعلى الرغم من أن كثيرا من الناس
ظل على أن لا يميل إلى النوم أثناء القيلولة إلا أن العلم أثبت انها من الضرورات
الصحية فقد كان (وينسون تشرشل) يأخذ سنة من النوم أثناء النهار وكذلك المخترع
(توماس أديسون) أيضا الرئيس الهندي السابق (يفقودا) الذي كان يغفو للحظات علنا أمام
الناس
وأثبتت دراسات وبحوث أخرى أن
(القيلولة) أفضل علاج للأرق فمن ينام لدقائق في هذه الفترة ينام ليلة هادئة وبذهن
صافي إضافة إلى النوم في هذه الفترة يفيد الصحة بشكل عام وقد يكون البلسم السحري
لراحة الجسد خاصة وأنه يعمل كمهدئ للأعصاب بتخفيف حدة التوتر وتشنجات الإرهاق
كما أجرى باحثون في علم النفس مع
قسم الأعصاب في مستشفى (موتينيو) بــ (نيويورك) دراسة حول أضرار التخلي عن قيلولة
الظهيرة فوجدوا أن معظم الحوادث المرتبطة بالإرهاق تحدث بين الساعة الواحدة
والرابعة بعد الظهر
كما أوضحت تقارير صادرة عن إحدى
الشركات الأمريكية الكبرى أن نسبة إنتاجية موظفيها بعد الظهر زادت عنــ (30%)
تقريبا عن المعتاد حين خصصت لهم فترة ربع ساعة للنوم أثناء الظهر
ولعلي أذكر هنا ما قام به أطرف مشجعي هذه القيلولة - وهو رجل أعمال إسباني - أن
افتتح عدة متاجر في مدريد وبرشلونة كي يساعد مواطنيه في غفوة قصيرة أثناء الظهيرة
وقد نجح المشروع إلى حد كبير حيث تتيح متاجر (غفوة الظهيرة) هذه تدليكاً يبعث على
الإسترخاء والنوم وفراشاً وثيراً وأغطية دافئة مقابل خمسة جنيهات فقط فأعطت هذه
الفكرة المواطن الإسباني فرصة للعودة إلى الغفوة النهارية التقليدية ولقد سُمِّيَت
هذه الإغفاءة بــ (غفوة الموت المؤقتة) بحسب ما ذكرت مجلة نشن آند ذا رلد
ونجد في مجتمعاتنا من يعالج كآبة بعد الظهيرة بما هو أضر مثل مضاعفة شرب الشاي
والقهوة مما يزيد الأمر سوءاً والصحة تدهوراً حيث يلجأ كثير منا إلى النوم المطول
الممتد من بعد صلاة العصر إلى ما بعد صلاة العشاء وذلك بالطبع له أضرار عديدة منها
، أن نوم العصر يضر بصحة الجسم وبعكس القيلولة ، ويزيد الكسل كسلا ، ويضيع الكثير
من الوقت ، والأهم فوات الصلاة على الشخص النائم
ويقترح
الباحثون أن يكون نوم النهار إما أقل من 45 دقيقة تمنع خلالها الشخص من الدخول في
نوم عميق أو أكثر من ساعتين يكمل خلالها الدورة السريعة للعين حيث تبدأ بالأحلام
ولا تعود عليهم تلك الغفوة أو السنة من النوم بالفائدة فقط بل تكفي عن نومة العصر
المؤدية للسهر الذي لا يجنى منه غالبا سوى النوم المتأخر والجسد الثقيل عند
الإستيقاظ صباحاً
وختاماً
يكفينا من فائدة قيلولة الظهر حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قيِّلوا فإن
الشياطين لا تقيِّل - حديث صحيح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق