-
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : عليكم بالثفاء فإن الله جعل فيه شفاءً من كل داء رواه ابن السني وأبو نعيم في الطب ، وعنهما السيوطي، وسكت عنه مما يرمز عادة للحسن (فيض القدير).
-
قال الكحال بن طرخان: الحرف وهو الثفاء - وتسمية العامة حب الرشاد - وهو يسخن ويلين البطن ويخرج الدود ويحرك شهوة الجماع. وإذا طبخ مع الأحساء -جمع حساء- أخرج الفضول من الصدر، ويمسك تساقط الشعر وإذا تضمد به مع الماء والملح أنضج الدمامل، وينفع الربو وعسر التنفس وينقي الرئة ويدر الطمث.
-
وإن شرب منه بعد سحقه وزن خمس دراهم بالماء الحار أسهل الطبيعة وحلل الرياح ونفع من وجع القولون البارد، وإذا سحق وشرب نفع من البرص، وإن لطخ عليه وعلى البهق الأبيض نفع منهما ونفع من الصداع الكائن من البرد والبلغم.
-
وقد نقل ابن القيم ما ذكره الكحال دون أن يشير إليه وزاد عن جالينوس قوته مثل قوة بذر الخردل لذلك قد يسخن به أوجاع الورك المعروفة بالنساء وأوجاع الرأس.
والثفاء Cresson أو Lepidum Sativum نبات عشبي حولي قائم من الفصيلة
الصليبية Cruciferae موطنه منطقة الشرق الأوسط والحجاز ونجد. وأزهاره بيضاء متعددة.
وتفيد مادة اليخضور الموجودة فيه في امتصاص الروائح من الجسم، كما أن أوراقه مدرة
للحليب عند المرضعات. وهو أكثر النباتات غنى بمادة اليود وهذا ما يجعله سهل الهضم،
كما يحتوي على الحديد والكبريت والكلس والفوسفور والمنغنيز والزرنيخ، وهو غني
بالفيتامين (ج) = (C) وفيه نسبة قليلة من الفيتامين (أ) و (ب) و (PP) والكاروتين،
وتدل دراسات حديثة على احتوائه عنصراً من المضادات الحيوية المبيدة للجراثيم.
ويرى الدكتور جان فالنيه أن الثفاء مقوٍّ ومرمم ومشهٍّ، مفيد لمعالجة فقر الدم
وضد داء الحفر، مدر للبول، مقوٍ ومهدئ، خافض للضغط، ومنشط لحيوية بصلات الشعر حيث
تطبق عصارته على فروة الرأس لمنع تساقط الشعر، ولمعالجة التقرحات الجلدية.
تؤخذ عصارة الأوراق بمقدار 60-150 جراماً من الماء أو الحساء لطرد الدود ومكافحة
التسمم وينصح أن يتناوله المصابون بالتعب والإعياء وللحوامل والمرضعات والمصابين
بتحسس في الطرق التنفسية والجلدية كما في الأكزما، وهو نافع للبواسير النازفة. أما
البذور فيستعمل مغليها أو منقوعها أو مسحوقها لمعالجة الزحار والإسهال والأمراض
الجلدية وتضخم الطحال، ويصنع كمادة من المسحوق كمسكن لمعالجة آلام البطن والآلام
الرئوية وغيرها، كما يفيد تناوله داخلاً كطارد ومقوٍّ جنسي ومطمث للنساء.
فوائده في الطب القديم والحديث
التقوية العامة، فاتح للشهية، مدر للبول، طارد
للرياح، مهدئ ومخفض لضغط الدم، للتقوية الجنسية وعسر النفس، للربو وجلاء الصدر من
البلغم والنيكوتين، فعال في تفتيت الحصى والرمال ومكافح للسرطان والروماتيزم
والسكري والسل، يفيد في أمراض الجلد، لتنقية البول وطارد للسموم، ضد النزلات
الصدرية والصداع.
وحب الرشاد مهم لحيوية الجسم بصفة عامة ، وقد تستخدم جرعات منه لتنشيط الناحية
الجنسية فهو يحتوي على فيتامين تكوفرول وهو مشابه لفيتامين (هـ) = (E) وهذا
الفيتامين يقوم بدور حيوي لنشاط الجسم.
وحب الرشاد به عنصر (سكوالين) وهو مفيد
، إذ يستخدم كقاتل للبكتيريا ويستخدم أيضاً كمضاد للأورام ، وهو مقوٍ لمناعة الجسم
أو منبه لمناعة الجسم. لذا فالرشاد عموماً يؤخذ بجرعات متوسطة ولفترة
محددة. فالمناسب هو ملعقة صغيرة في اليوم ولمدة ثلاثين يوماً.
وخطورة زيادة الجرعة تتمثل في أن حب الرشاد يحتوي على مركب (البنزايل أيزو تايو سياند) وهذا المركب يعمل على تثبيط الأورام السرطانية في
الحيوانات عموماً ومنها الإنسان. فهو مادة مثبطة للبكتيريا والفطريات. ولكن إذا أخذ
بكميات زائدة فإنه يسبب أمراض الغدة الدرقية، ولذلك فإن هذا المرض يكثر عند النساء
عنه عند الرجال ، لأن النساء يستخدمن حب الرشاد أكثر من الرجال وربما بجرعات زائدة.
طريقة الاستعمال:
-
كأس من مغلي الرشاد صباحاً ومساءً ويضاف عليه العسل.
-
يقول ابن سينا: حرف الماهية: قال ديسقوريدوس: أجود ما رأينا من شجرة الحرف ما يكون بأرض بابل وقوته شبيهة بقوة الخردل وبذر الفجل وقيل: الخردل وبذر الجرجير مجتمعان وورقه ينقص في أفعاله عنه لرطوبته فإذا يبس قارب مشاكلته وكاد يلحقه. والطبع: حار يابس إلى الثالثة.
الأفعال والخواص
-
مسخن محلل مُنضج مع تليين ينشف قيح الجرب.
-
الأورام والبثور: جيد للورم البلغمي ومع الماء والملح ضماداً للدماميل.
-
الجروح والقوح: نافع للجرب المتقرح والقوابي مع العسل للشهدية ويقلع خبث النار الفارسي.
-
آلام المفاصل: ينفع من عرق النسا شرباً وضماداً بالخل وسويق الشعير، وقد يحتقن به عرق النسا فينفع وخصوصاً إذا أسهل شيئاً يخالطه دم، وهو نافع من استرخاء جميع الأعصاب.
-
أعضاء الصدر: ينقي الرئة وينفع من الربو ويقع في أدوية الربو وفي الأحسية المتخذة للربو لما فيه من التقطيع والتلطيف.
-
أعضاء الغذاء: يسخن المعدة والكبد وينفع غلظ الطحال وخصوصاً إذا ضمد به مع العسل وهو ردئ للمعدة ويشبه أن يكون لشدة لذغه وهو مشهٍ للطعام وإذا شرب منه قيأ المرة وأسهلها ويفعل ذلك ثلاث أرباع درهم فحسب.
-
أعضاء النفض: يزيد في الباه ويسهل الدود ويدر الطمث ويسقط الجنين. والمقلو منه يحبس وخصوصاً إذا لم يسحق فيبطل لزوجته بالسحق.
-
وينفع من القولنج وإن شرب منه أربعة دراهم مسحوقاً أو خمسة دراهم بماء حار أسهل الطبيعة وحلل الرياح من الأمعاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق