لم أصدق عندما قرات عن
طائفةٍ تعيشُ في وسط الحضارةِ الغربيةِ أمريكا بأسلوبٍ بدائي بعيدٍ عن المدنيةِ
الحديثة بجميع صورها ! وذهلتُ من تمسك نساءِ تلك الطائفةِ ببعضِ القضايا بعدما
استعنتُ بأحدِ الأحبةِ في الترجمةِ عن هذه الطائفةِ ، فتبادرت إلى ذهني أسئلةٌ :
-
أين دعاةُ تحريرِ المرأةِ في أمريكا عنهن وهن يعشن في وسطِ الحضارةِ المدنيةِ والديموقراطيةِ؟
-
لماذا لم يسلط دعاةُ تحريرِ المرأةِ في البلادِ العربية أقلامهم المسمومةِ ضد أمريكا؟
-
لماذا تصدر أمريكا بل تفرضُ على بلاد المسلمين تغريبَ المرأةِ المسلمةِ في حين أن نساء تلك الطائفة يتمتعن بكاملِ الحقوقِ؟
-
الطائفةُ تعيشُ في أمريكا بكاملِ حقوقها الدينيةِ والاجتماعيةِ والثقافيةِ في حين تفرضُ أنماطُ الحياةِ الأمريكية بعُجرها وبُجرها على بلادِ المسلمين.
وأضع بعضاً من الترجمةِ
التي قام بها أحدُ الإخوةِ لهذه الطائفةِ ، ونقارن بين ما يقومُ به دعاةُ الحريةِ
وتحريرِ المرأةِ من كيلٍ بالمكياليين ، وأن تلك الطائفة الآمش تعيشُ معززةً مكرمةً
بسببِ تمسكها بعقيدتها وحياتها.
قال
تعالى : "وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ" الأنفال : 73
حركة الآنا بابتيست أو
المسيحيون الجدد تستلهم تعاليمها من الإنجيل بحذافيره أي أنهم نصارى سلفيون !! فهم
يؤمنون بالإنعزال عن العالم الخارجي وأي محاولات لدمجهم أو خلطهم بمجتمعات وتعاليم
أخرى.
وفي عام 1536 وعلى يد
قسيس كاثوليكي إسمه مينو سايمنز تأسست حركة المينونايت والتي وحدت وبلورت حركة
الآنابابتيست. وفي عام 1693 أسس قس نصراني إسمه يعقوب عمًّان "جيكوب عمان" طائفة
الآميش والتي انفصلت فيما بعد عن المينونايت. ولم توقف ملاحقة هذه الحركات من قبل
الكاثوليك والبودستانت ومضايقتهم إطلاقا مما حدا بهم للفرار بدينهم مرة أخرى إلى
أمريكا وبالتحديد بنسلفينيا نظرا لكون أمريكا حينئذ بلد غير مأهول بشكل كبير وفرص
مضايقتهم تكاد تكون معدومة هناك حينئذ. وبالفعل استوطنت طائفة المينونايت
بنسيلفينيا في عام 1720.
طائفة الآميش لا تؤمن
بالتغيير فهم يؤمنون بالإلتزام بالعيش كما جاء بالإنجيل الذي بين أيديهم بحذافيره
!! ولديهم مجلس "فتوى" يطلق عليه "أولد أوردر" وهم مجموعة من كبار السن المتدينين "المشائخ"
يدرسون أي طاريء ويصدرون فتوى وفقا لما يرونه مطايقا لتعاليم الإنجيل وما يعرف فيما
بينهم بإسم "الأوردينان" وهي تعاليم إنجيلية تتبع بحذافيرها (يعني الجماعة أثريين)
!!!!
طائفة الآميش لا تؤمن
بالكهرباء واستخدامها ولا بالسيارات بل ولا النقود الحكومية الورقية – إلا في حالات
طارئة ! طبعا التطور أجبر مجلس الفتوى عندهم على إصدار فتوى بإنه يجوز للآميش أن
يركب سيارة للضرورة ما دام أنه لا يقودها !! طيب ماذا يستخدمون ؟؟ الأحصنة والعربات
التي تجرها الأحصنة.
البنات البالغات والنساء
عند الأميش يلبسن زيا محافظا جدا ! فهن لا يلبسن إلا الأكمام الطويلة واللباس
الفضفاض الطويل !! والطامة (لعيون بني علمان) متحجبات ولا يسمح لهن بقص شعورهن أبداً
!! إي نعم نساء الآميش محجبات !! فهن يلبسن غطاء الرأس الأبيض إذا كن متزوجات وأسود
إذا كانت غير متزوجة
يعني الجماعة يقصرون أو
يحلقون شواربهم ويعفون لحاهم (هؤلاء حبايب وحلوين لإنهم نصارى بس إحنا المسلمين
شكلنا مقزز لما نلتحي ونتهم بأننا إرهابيين لما نطلق لحانا وفق السنة ) عجبي !
طائفة الآميش تحرم
التصوير!! نعم صدقوا أو لا تصدقوا عندهم فتوى من الإنجيل تحرم التصوير والدليل عند
الجماعة مأخوذ من سفر الخروج 20:4 بل إن لعب البنات (الباربي) إللي تلعبن بهن
البنات ممحي عنها صورة الوجه تصوروا !!
طيب أيه رأيكم بصاعقة
جديدة ؟؟
الآميش يحرمون الموسيقى
والمعازف !!
يقول أحمد عبد الرحمن
الصويان في "مجلة البيان" [العدد 155 - رجب 1421] : أذكر أنني زرت في الولايات
المتحدة الأمريكية منطقةً تنتشر فيها طائفة من طوائف النصارى البروتستانت تسمى
بـ(الآمش) يرون أن من أسباب البلاء الذي تعيشه الإنسانية تلك الحضارة المادية التي
سيطرت على الإنسان الغربي وجرته إلى مستنقع الرذيلة والانحطاط ولهذا انعزلوا عن
المجتمع وتركوا كل ألوان الحضارة وامتنعوا عن استخدام كافة المخترعات التقنية
الحديثة وأسسوا مجتمعهم الخاص بما في ذلك مدارسهم التي ترعاها الكنيسة وراحوا
يشتغلون بالزراعة وتربية المواشي بوسائلهم البدائية المتاحة وامتنعوا عن شرب الخمور
والزنا..! والعجيب أن نساءهم لا زلن يلبسن اللباس الطويل الساتر ويضعن منديلاً على
الرأس ولا يختلطن بالرجال وعلى الرغم من ازدراء بعض إخوانهم الأمريكان لهم إلا أنهم
فخورون بمبادئهم ومعتزون بمسلكهم ..!!
ولست هاهنا في صدد تحليل
ظاهرة (الآمش) هذه ولكنني أشير هنا إلى أن هؤلاء القوم على الرغم من أنهم رأوا أن
بلادهم وصلت إلى قمة التقدم المادي المعاصر إلا أنهم انعزلوا عنهم وراحوا يمارسون
معتقداتهم الفكرية والسلوكية بكل اعتزاز.
أفلا نقوى - نحن
المسلمين الذين نعتقد يقيناً بحمد الله تعالى أننا نملك الدين الحق - أن نعتز
بديننا ونتمسك بشرائعنا ونعض عليها بالواجذ ونشمخ برؤوسنا أنفةً وافتخاراً بعقيدتنا
وآدابنا السامية ..؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق