ربما لمزيد من السرعة
سوف تحتاج الزوجات الصغيرات إضافة تلك الرسالة علي هاتفها لتضغط عليها كلما
احتاجتها ، وهي تحتاجها كثيرا في البداية من باب الدلع واختبار حب وصبر الزوج ثم
تصل لمرحلة الإصرار والتفاوض وأخيرا يتم التنفيذ.
قد تمتد الحياة الزوجية
مصحوبة بمشاكل وخصام عام أو عامين أو ثلاثة ويأتي خلالها الأطفال الذين يزيدون
المشكلة تعقيدا. دليلي احتار في فهم هذه الظاهرة الكارثية ، ولا أدعي أنني أعلم
بدقة إجابة أسئلة بحجم: أين الخطأ؟ و ما العمل؟
بداية كل المطلقات
الصغيرات اللاتي أعرفهن يتميزن بتلك الصفات ، متدينة متربية بنت ناس طيبين متعلمة و
معروفة بحسن الخلق وزوجها أيضا يشابهها ويقترب منها في تلك الصفات ، تم الزواج برضا
وترحيب الطرفين ومباركة الأهل وظهرت بوادر الحب والتعلق بين الزوجين أثناء فترة
الإعداد للزواج وفي أيامه الأولي فكيف استطاع الشيطان أن ينفذ من هذا البناء المحكم؟
أم هي النفس الأمارة
بالسوء والتي لم يستطع الزوجين ترويضها فأخذا يشدان الحبل الزوجي بينهما حتي
انقطع؟، تسير الأمور بعد انقضاء أيام العسل الأولي بوتيرة متشابهة ، تشكو الفتاة :
زهقانة ، أشعر بالملل ، هو مشغول عني بعمله و أصدقائه و أهله ، وبعد فترة تشعر
بالانقباض تجاه أهله أو أصدقائه أو كليهما معا لشعورها أنهم يسرقون منها زوجها
ويحفزونه ضدها ، تلجأ هي لأمها أو أختها وترصد حركات زوجها مفسرة إياها دائما علي
محمل سئ وتتصور نفسها مظلومة وشهيدة ، يقوم هو بنفس الفعل تقريبا ربما بتحفظ أكبر
حتي لا تهتز صورته كرجل ، تزداد الفجوة ، تبدأ تتكلم هي عن حقوقها وحدها وهو يبتعد
أكثر ، وصلنا لمرحلة الخطر فقد أصبحا اثنين ضد بعض وليسا روحا واحدة في جسدين كما
كانا من قبل ، يزداد التباعد علي كل المستويات وتشك هي في وجود امرأة أخري في حياته.
من أسباب ظاهرة سوء
التكيف بين حديثي الزواج والتي قد تصل للطلاق غزو قيم الحداثة التي تركز علي مفهوم
السعادة الشخصية الفردية رغم أن السعادة الحقيقية مستمدة من الاندماج مع الناس و
أولهم الزوج ، والمفاهيم النسوية التي تصف الاحتواء الناعم من المرأة لزوجها بأنه
خضوع وجرح للكرامة ، وطريقة التربية المنغلقة للولد والبنت والتي تقلل قدراتهم
الاجتماعية ومهاراتهم في الحصول علي السعادة ، طريقة التفكير الأحادي في اتجاه واحد
بسبب أنظمة الاستبداد في الحكم وفي الدراسة ، دائما هناك فكرة واحدة مفروضة ورفض
للتنوع وبعد الزواج تعتقد الفتاة أن حب زوجها لها معناه ألا يحب أو يهتم بسواها حتي
الأهل والأصدقاء بينما يتصور الزوج أن طاعة زوجته له معناها إلغاء شخصيتها بالكامل
وتحولها لتابع مطيع.
سؤال
زوجي
يبدي أحيانا إعجابه بنساء أخريات وأتصور أن هذا معناه أنني لا أعجبه ويثير هذا
الكلام غضبي بشدة ويجرح أنوثتي ماذا أفعل؟
شئ عادي وطبيعي أن يعجب
زوجك إعجابا عابرا بغيرك ، فهذه جميلة وتلك ذكية والأخري مميزة وشخصية ، كل هذا لا
يعني مطلقا أنه لا يحبك فأنت وحدك الحقيقة الثابتة في حياته والباقي خيالات عابرة ،
ابتسمي عندما يعبر عن ذلك واستعيذي بالله من شيطان الغيرة ستكبرين في عينيه وإذا
كان يستخدم تلك الطريقة لاستفزاز غيرتك سيكف عنها ويعلم كم أنت واثقة من نفسك ومن
حبكما وتغلقين بذلك أوسع أبواب الشقاق.
سؤال
ألبس و
أتزين من أجله و أتوقع اهتماما وإعجابا فإذا به يقترح الخروج لزيارة والدته أو
استقبال صديقه وزوجته لأتعرف بها علي العشاء ، أقبل علي مضض وتنتهي الليلة بخناقة
لماذا لا يفهمني؟
إذا كنت تحبينه فعلا
رحبي بالاندماج في عالمه والاقتراب ممن يحب ، زيارتك لوالدته أو حسن استقبالك
لضيوفه وثناءك عليهم سيكون له أبلغ الأثر في نفسه أكثر من الزينة التي ربما تهتمين
بها من أجل نفسك وليس من أجله.
ماذا
أفعل إزاء شعوري بالملل والوحدة بعد أن خرجت من حياة صاخبة مزدحمة في بيت أبي والآن
غالبا وحيدة وهو في عمله؟
لابد من أن تجدي مصرفا
صحيا لفائض الطاقة والوقت لديك فكري وابتكري لكي تشغلي نفسك بما ينمي شخصيتك ويشغل
وقتك وتفكيرك ويريحك من ملل الانتظار. وللزوج الشاب أقول أفضل استثمار لوقتك
وعاطفتك هو ما تنفقه مع زوجتك فسوف تحصده أضعافا مضاعفة ، وإثبات رجولتك الحقة
معناه أن تغير نظامك بعد الزواج فهي ليست أمك التي تتحملك إلي ما لا نهاية ، تحمل
مسئوليات الزواج وغير علاقتك مع الأصدقاء لتتناسب مع وضعك الجديد، وعاملها بحرص حتي
لا تخدش رقة القوارير وعليك بالهدية والكلمة الحلوة ولين الجانب تكسبها سندا ورفيقة
حياة وتجعلها تشطب كلمة الطلاق من قاموسها نهائيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق