لا يكره الخير للمسلمين
الا ثلاث:
الأول:
رجل يسخط قضاء الله ولا
يطمئن لعدالة تقديره سبحانه فهو يريد أن يقسم رحمة ربه على حسب شهوته وهواه ، ولو
اتبع الحق هواه لما أذن هذا الساخط على أقدار الله لغيره أن يتنسم نسيم
الحياة: (قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً
لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْأِنْفَاقِ وَكَانَ الْأِنْسَانُ
قَتُوراً) (الاسراء:100).
نعم لو كان الأمر لهؤلاء
ضعاف النفوس ضعاف الإيمان لحجبوا عن الناس كل خير ، ولكن :
ومثل هذا المعترض على
حكمة الله والمتسخط على أقدار الله ليس من الإيمان في شيء، إنما هو من أتباع إبليس
في الدنيا والآخرة.
الثاني:
رجل أكل الحقد والحسد
قلبه، فهو يتمنى زوال النعمة من عند الآخرين ولو لم تصل إليه، وهو دائما مشغول بما
عند الآخرين: زوجة ـ راتب ـ سيارة ـ بيت .. فهذا في غم دائم وعذاب لا ينقضي. ومثل
هذا يحتاج للتذكير بنهي الشرع عن الحسد ، قال النبي صلى الله عليه وسلم :"لا
تحاسدوا ..."
ولو علم هذا الحاقد أن
حقده وحسده لا يغير من أقدار الله شيئا لأراح نفسه ولشغلها بما يصلحها بدلا من
شغلها بالناس وما آتاهم الله من فضله.
الثالث:
رجل أذهلته شهوة طبعه عن
سعة فضل الله تعالى فيخشى إذا زاحمه الناس على الخير ألا يبقى له حظ معهم، وهذا من
الجهل، فخزائن ربنا ملأى : "يد الله ملأى لا يغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار،
أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه". (رواه البخاري ).
"يا عبادي لو أن أولكم
وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ،
يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك
من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد
فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل
البحر..." (الحديث رواه مسلم).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق