بـ إشتراكك معنا يصلك كل جديـــد

للإشتراك أدخل بريدك الإلكترونى هنا

الثقافة الغذائية تتحول من ثقافة «الهمبورجر» إلى فلسفة الـدايت


الثقافة الغذائية تتحول من ثقافة «الهمبورجر» إلى فلسفة الـدايت

تظل شطائر «الهمبورجر» هي الأكثر حضورا على قوائم وجبات المطاعم الغربية والمحلية المنتشرة في الأسواق السعودية وذلك انطلاقا من تأثر الجيل الجديد بالحياة والثقافة الغربية التي ألقت بظلالها على كل جوانب الحياة في السعودية.


إن الإنسان السعودي تغير كثيرا من حيث الشكل، فقد زاد عدد المصابين بالسمنة بفعل عاداتهم الغذائية غير المتوازنة وحالة التكاسل التي عاشها الكثيرون خلال العقدين الأخيرين. وأن زيادة الوزن في الماضي سواء عند الرجال أو السيدات كانت من الأمور الاستثنائية، اذ كانت الحالة الصحية جيدة والقوام متناسقا.


إن ثقافة الشباب الغذائية تأثرت كثيرا بالتقليد للغرب. غير أن الأكل في المطاعم حاليا هو أحد أشكال الترفيه التي يلجأ لها الشباب في ظل ما أسموه بحالة «التضييق» عليهم في الأماكن العامة الأخرى كالأسواق والمتنزهات ونخبوية الأندية الرياضية. وانتشرت خلال السنوات القليلة الماضية في المدن السعودية الكبرى، وخصوصا بين الأسر المقتدرة ماليا، ثقافة الأكل الصحي (الدايت) أو الحمية. وكان قصب السبق بيد النساء الباحثات عن الخصر النحيل والقوام المتناسق لتظهر بعدها «غيرة الرجال» في التقليد، الأمر الذي سارع بظهور تجارة جديدة خلال السنوات الماضية تشمل مراكز التغذية والحمية وأدوية التخسيس الكيميائية والطبيعية. كما انتشرت المراكز الرياضية والصحية ودخلت المتاجر الاستهلاكية الكبرى في دائرة المنافسة بتخصيص رفوف كاملة لمنتجات الحمية تشمل شتى أنواع الأطعمة والمشروبات، وجميعها تعزف على وتر إنقاص الوزن، والحصول على جسم رشيق خلال أيام.

أحد مسئولي التغذية في أحد المراكز الخاصة بإعداد وتقديم الوجبات الصحية للمشتركين في برامج المركز، يقول نشأت فكرة إنشاء المركز قبل عشرة أعوام ولقد اضطررنا في السنوات الأربع الأولى إلى المراهنة ماديا في استمرارية الوجود بالسوق السعودي في ظل سيادة شبه تامة للمفهوم الاستهلاكي في المجتمع، لكن خطة الاستثمار في المجال الغذائي تتطلب سياسة طويلة المدى خاصة عندما يتعلق الأمر بتغيير المفاهيم والعادات عند الناس.

وتعتبر الطبقات المقتدرة في المجتمع الأكثر تقبلا لفكرة طعام «الدايت» واللجوء إليها من منظور صحي، وأحيانا باعتبارها موضة جديدة للشعور بالتمييز عن الآخرين.

أحد رجال الأعمال يقضي معظم أوقاته جالسا أمام شاشة الأسهم ليتابع حركتها صعودا ونزولا، وجد نفسه وقد زاد وزنه بشكل كبير فقرر أن يخصص جزءا من وقته لمتابعة برنامج الحمية وما يتطلبه من تمارين وإرشادات صحية. يقول مبتسما وجدت أن هناك علاقة عكسية بين زيادة وزن جسمي ونقص رصيدي البنكي في عمليات شراء وبيع الأسهم. وأيقنت أخيرا وبحسبة بسيطة أن المراهنة على شراء نظام حمية مناسب سيوفر على ميزانيتي في المستقبل الكثير من الأموال التي ربما أنفقها في علاج الأمراض التي تنشأ عن ترهل الشـــحوم. علـــى الأقـــل أشعر الآن بأنـــي ربحــت شــيئا.

وبحسب مسؤول التسويق فإن مركز الغذاء والحمية الذي يعمل فيه يقوم بتوصيل 2500 وجبة يوميا في مدينة جدة إلى منازل المشتركين في برنامج الحمية والغذاء. مضيفا أن مدينتي الرياض وجدة تشهدان أعدادا كبيرة من البدناء كمحصلة طبيعية لحياة المدن وسرعة تواتر إيقاعها مقارنة بالمدن السعودية الأخرى ومعدل الدخل المرتفع في هاتين المدينتين نتيجة تمركز الشركات والمصالح الحكومية والخاصة فيهما، فيما يعتبر ضعف الوعي الصحي سمة مشتركة في المجتمع بكاملة.

وكان السعوديون في الثمانينيات يعلقون على زيادة حجم البطن (الكرش) عند الرجال بوصفها «دلالة النعمة والترف» لتنعكس هذه الرؤية في التسعينيات على الأطفال كدليل عند الأمهات على صحة أطفالهن، وهو ما أنعكس بشكل إعلاني واضح على شكل الأطفال الذين تقدمهم شركات الاعلان للترويج لمنتجاتها حتى الآن.

وقامت وزارة الصحة السعودية بتدشين الحملة الوطنية لمكافحة زيادة الوزن والبدانة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وشركة روش للادوية في خطة تهدف من خلالها الوزارة إلى الاهتمام بالجانب التوعوي والوقائي، خصوصا بعد أن كشفت إحصائيات حديثة أن نسبة البدانة في السعودية وصلت الى 20 في المائة من عدد السكان.



والحملة هدفت إلى الحد من الزيادة المستمرة في معدلات الإصابة بهذا المرض واعتباره أحد أهم العوامل الأساسية المضرة بالصحة وانتشار الأمراض العصرية المزمنة بين الإفراد وعلى رأسها مرض ارتفاع السكر وأمراض القلب.

كتبها أحمد أبو الحمايل ، في 19 نوفمبر 2008 الساعة: 08:42 ص

مدونة أسكي جروب

ليست هناك تعليقات:

أقسام الموقع