يعيش الإنسان 24 ساعة كل يوم ولكنه لا يعيشها فعليا فهناك ساعات للنوم وأخرى للعمل وثالثة للتسوق والباقي يتوزع بين مناحي الحياة المختلفة ومتطلباتها ويتمنى بعض الناس أن يكون اليوم خمس وعشرين ساعة أو ثلاثين لكي ينجز أعماله ويحقق أحلامه وبعض الناس لا يشعر بمرور الساعات و الزمن والأيام فضلا أن يتمنى زيادتها فإنك لو سألت بعض الناس عما حققه في حياته من إنجازات وتستفسر عن آماله وطموحاته لاكتفى بالقليل واعتذر بالكثير مرورا بضيق الوقت والظروف العائلية والأنظمة الإدارية وقائمة لا تنتهي.
فهل هذا صحيح وهل يعقل أو يقبل ؟ إن الإنسان الذي يريد أن يبني مجدا أو يساهم في بناء ورقي أمة أو يحفر اسمه في سجل التاريخ وذاكرة الزمن بمداد من ذهب لابد أن يستشعر قيمة الوقت والعطاء وأهميته وأثره وقد يقول القارئ إنني أوافقك الرأي ولكن كيف السبيل ؟ وأقول وبدون تعقيد 10 دقائق من فضلك ’ نعم أعطني 10 دقائق من يومك بل لا تعطني شيئا أعط نفسك 10 دقائق خصصها لأمر ما ولتحقيق هدف مخطط له مسبقاً ومستمراُ , 10 دقائق فقط للقراءة والاطلاع وزيادة المعرفة وأخرى للجلوس مع أبنائك في المنزل لمناقشتهم والاطلاع على أخبارهم ودراستهم , ومثلها للمشي ولتطوير ذاتك أو تعلم لغة جديدة أو حاسب آلي وقد يقول قائل ماذا ستفعل هذه الدقائق في خضم 24 ساعة ؟ ولكني اقول له إنها و بحسبة بسيطة 10 دقائق يوميا تعني (5) ساعات شهريا ولو زادت عن 10 لزادت الساعات وعليك الحساب وقس على ذلك تخصيص 10 ريالات تتصدق بها شهريا أو تستقطع من راتبك شهريا لجمعية خيرية لن تؤثر في ميزانيتك . وقد ذكر لي أمين جمعية خيرية أن استقطاع 10 ريالات وفرت للجمعية دخلا شهريا بلغ 50 ألف ريال وأخبرني أحد الأصدقاء أن خالته حفظت القرآن الكريم خلال عشر سنوات باستغلاله هذه الدقائق ولقد قرأت بأن أحد خطوط الطيران الأمريكية عام 1987م قامت بتوفير حبة زيتونة واحدة من كل صحن سلطة لركاب الدرجة الأولى فحققت وفرا بلغ 40 ألف دولار شهريا فكم سنوفر لبيوتنا لو استغنينا عن حبة زيتونة ؟ فتعالوا أيها الأحبة نجرب 10 دقائق أو 10 ريالات كل يوم ونرى النتيجة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق