عندما غادر عبد الفتاح جندلي مدينته حمص (وسط سوريا) في خمسينيات القرن الماضي متوجهاً نحو الولايات المتحدة الأمريكية للدراسات العليا لم يكن قد خطط لمستقبله سوى الحصول على الدرجات العلمية. وهناك تعرف على طالبة أمريكية، فأنجبت منه طفلاً. ولكونها طالبة فقد قررت ألا تبقيه عندها. وهكذا فبعد أسبوع من ولادته تم تبنيه من قبل بول جوبز وزوجته، وأسمياه ستيف بول جوبز. وقد كانا في كاليفورنيا في المكان المسمى الآن وادي السيليكون، الذي صار مقراً لشركات التقنية.
عندما كان ستيف طالباً في الثانوية حضر محاضرة في شركة هيولت باكارد للإلكترونيات. ثم تم توظيفه فيها، فالتقى بشاب اسمه ستيفن ووزنياك الذي ترك دراسة الهندسة وبدأ العمل لرغبته الشديدة في اختراع أداة إلكترونية. ثم إن جوبز التحق بالجامعة لكنه تركها وأخذ دورات في مهارة الخط. وقد أفادته لاحقاً في تصميم الحروف الخاصة بالحاسوب.
وفي سنة 1976 أقنع جوبز صديقه ووزنياك ليعملا معاً لبناء حاسوب شخصي. فباعا ما يملكان وجمعا ألفاً وثلاثمائة دولار أسسا بها شركة أبل Apple (التفاحة). وهكذا تضافرت أحلام جوبز مع مهارة ووزنيك فأنتجت الشركة حاسب ماكنتوش سنة 1984 الذي يحمل علامة التفاحة الشهيرة ليكون أول حاسب شخصي تعتمد شاشته على الرسم، في حين كانت الحاسبات الشخصية تعتمد على الحروف فقط. وهكذا راحت الشركات تقلد ماكنتوش ليظهر بعد ذلك نظام الويندوز المعروف. وعن نفسي فقد اقتنيت حاسب ماكنتوش الذي بيع منه أكثر من أربعمائة ألف جهاز في أول سنة للإنتاج.
بدأ جوبز بالتركيز على المنتجات التي رأى أن لها سوقاً ضخمة. فركّز على الأجهزة الذكية مثل آي بود وآي فون وآي باد، الغنية عن التعريف. إنه يعتقد أن الإبداع ليس له حدود، وهو لا يساوم على التميز، وينصح الشباب بأن يعملوا فيما يحبون، وأن يحولوا أفكارهم إلى منتجات. ويرى أنه ليس هناك نجاح دون أن يسبقه إخفاق. ولذا تشجع شركته هواة البرمجة ليطوروا برامج لأجهزته ليبيعوها عن طريق موقع أبل ستور الذي أعطى مؤخراً جائزة بعشرة آلاف دولار للمشتري رقم (10) مليار.
يُذكر أن الكاتبة والروائية منى سيمسون، هي أخت ستيف جوبز، وفي الصغر كان اسمها منى جندلي، لكنها أخذت لاحقاً اسم أسرة زوج أمها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق