قد يصلح عنوان هذا المقال كـــ" استفتاء" يتصدر بعض الصحف الالكترونية الهامة، ولكن ضمن هذه الجدلية، فانا واضح الموقف، ولست مع قصف غربي اوربي او امريكي لاي منطقة عربية، حتى لو كانت ليبيا وحتى لو كان يقودها نفس القذافي، فهو سيسقط ان اجلا ام عاجلا، فقطار اسقاط الانظمة قد سار الى نقطة اللاتوقف واللاعودة. لست مع اي تدخل غير عربي لان التدخل الغربي له مخاطر ومحاذير قد لا يدركها المتفرج العادي لشاشات قنوات الاخبار العربية، كما وله تبعاته الذي لن تكون الدولة قادرة على سداده. وهذا ما صرح به طيب رجب اردوغان وهو مصدر ثقة ومفهوم النوايا على محملها الحسن.
والسؤال التقليدي الذي يسأله اي برئ: تجري الان مظاهرات في العديد من الدول العربية، ويقتل العشرات في اليمن وفي سوريا.. اين الغرب واين فرنسا واين الناتو؟؟ لماذا ليبيا اهم من اليمن وسوريا؟
بات من المعروف بان امريكا تصنع السلاح وتروج له، وهو عنصر تجاري رابح، ولديها اكبر المصانع حيث هي متخصصة في صناعة الاسلحة والتقنيات العسكرية،، فهي تبيع في نفس ذات الوقت لايران وللعراق- الحرب العراقية الايرانية في الثمانينيات- وهي اكبر بلد يصنع السلاح واشتعال الحروب بالنسبة لاكبر مصنعيين السلاح يعتبر كمناسبات الاعياد بالنسبة للمسلمين، فها هي تعرض منتجاتها للاخوة الثوار الليبيين. ولا يظن احد بانها تعرضه مجانا، فهناك الف الف وسيلة لتحصيل ثمنه!
ليس من المنطقي الان الاستعانة بالقوات الغربية، لان لدينا ذاكرة جيدة وليست ذاكرة الفيل، حيث لم ننس ما فعلته امريكا بالعراق منذ 2003 وفي افغانستان الى الان وفي الصومال عام 1993 !
انا سعيد جدا بالثورة العربية في كل مكان، والتغيير الذي يطالب به الجماهير الغفيرة والعريضة مطلب عادل، ولكن التدخل الغربي سوف يجر علينا شر مستطير، فلربما نادى في المستقبل القريب (المثليين) والشذاذ بحقوق وتسهيلات وامكانيات كما يفعلون في الغرب وتجمهروا بالعشرات في احدى الميادين لنتفاجأ بعد ذلك باسطول غربي او اوروبي على السواحل يطالب بتغيير النظام برمته من اجل هذه الفئة.
فالغرب الان ضعيف جدا وعلى رأسه الولايات المتحدة التي تعتبر رأس الحربة العسكرية للعالم الغربي، ومن بين اهداف هذا الغرب وعلى رأسه امريكا بيع السلاح الذي انتهت فترة صلاحيته اضافة الى التمركز حول اهم نقاط البترول، وسيكون هناك تنافس اوربي امريكي حول اقسام كعكة البترول اذا لم تواجه هذه التدخلات باي شكل من الاشكال، و لا نحتاج الى مفكر وعبقري غربي ليقول لنا هذا الكلام وهذا التحليل البسيط. هذا رأي الشخصي الذي اعتبره مسؤولية ملقاة على عاتق كل الكتاب الاحرار. فالاستعانة بالغرب لاسقاط النظام كالمستجير من الرمضاء بالنار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق