هل شعرت يوما أن الطرف الآخر في النقاش معك خرج صامتا لأنه فقط يريدك أن تسكت وليس لأنه مقتنع بكلامك؟
( هذه النقاط الستة ستساعدك بإذن الله على أن تكون مناقش جيد عادل وقوي في نفس الوقت بحيث تستطيع إقناع الطرف الآخر بوجهة نظرك دون أن تسبب له جرحا أو إحراجا )
لا تقاطع متحدثك ودعه يعرض قضيته كاملة حتى لا يشعر بأنك لم تفهمه. لأنك إذا قاطعته أثناء كلامه فإنك تحفزه نفسيا على عدم الإستماع إليك ذلك لأن الشخص الذي يبقى لديه كلام في صدره سيركز تفكيره في كيفية التحدث ولن يستطيع الإنصات لك جيدا ولا فهم ما تقوله وأنت تريده أن يسمع ويفهم حتى يقتنع كما أن سؤاله عن أشياء ذكرها أو طلبك منه إعادة بعض ما قاله له أهمية كبيرة لأنه يشعر الطرف الآخر بأنك تستمع اليه وتهتم بكلامه ووجهة نظره وهذا يقلل الحافز العدائي لديه ويجعله يشعر بأنك منصف وعادل.
عندما يوجه لك سؤالا تطلّع إليه وتوقف لبرهة قبل الرد لأن ذلك يوضح أنك تفكر وتهتم بما قاله ولست متحفزاً للهجوم
لا تحاول أن تبرهن على صحة موقفك بالكامل وأن الطرف الآخر مخطئ تماما في كل مايقول. إذا أردت الإقناع فأقرّ ببعض النقاط التي يوردها حتى ولو كانت بسيطة وبيّن له أنك تتفق معه فيه لأنه سيصبح أكثر ميلا للاقرار بوجهة نظرك وحاول دائما أن تكرر هذه العبارة: أنا أتفهم وجهة نظرك، أو: أنا أقدر ما تقول وأشاركك في شعورك
أحيانا عند المعارضة قد تحاول عرض وجهة نظرك أو نقد وجهة نظر متحدثك بشيء من التهويل والإنفعال، وهذا خطأ فادح، فالشواهد العلمية أثبتت أن الحقائق التي تعرض بهدوء أشد أثراً في إقناع الآخرين مما يفعله التهديد والإنفعال في الكلام. وقد تستطيع بالكلام المنفعل والصراخ والإندفاع أن تنتصر في نقاشك وتحوز على استحسان الحاضرين ولكنك لن تستطيع إقناع الطرف الآخر بوجهة نظرك بهذه الطريقة وسيخرج صامتا لكنه غير مقتنع أبدا ولن يعمل برأيك
إذا أردت استحضار دليل على وجهة نظرك فلا تذكر رأيك الخاص ولكن حاول ذكر رأي أشخاص آخرين، لأن الطرف الآخر سيتضايق وسيشكك في مصداقية كلامك لو كان كله عن رأيك وتجاربك الشخصية. على العكس مما لو ذكرت له آراء وتجارب بعض الأشخاص المشهورين وغيرهم وبعض ما ورد في الكتب والإحصائيات لأنها أدلة أقوى بكثير.
إن الأشخاص الماهرين والذين لديهم موهبة النقاش هم الذين يعرفون كيف يجعلون الطرف الآخر يقر بوجهة نظرهم دون أن يشعر بالحرج أو الإهانة، ويتركون له مخرجا لطيفا من موقفه، إذا أردت أن يعترف الطرف الآخر لك بوجهة نظرك فاترك له مجالا ليهرب من خلاله من موقفه كأن تعطيه سببا مثلا لعدم تطبيق وجهة نظره أو معلومة جديدة لم يكن يعرف بها أو أي سبب يرمي عليه المسؤولية لعدم صحة وجهة نظره مع توضيحك له بأن مبدأه الأساسي صحيح. ولو أي جزء منه. ولكن لهذا السبب. الذي وضحته. وليس بسبب وجهة نظره نفسها. فإنها غير مناسبة . أما الهجوم التام على وجهة نظره أو السخرية منها فسيدفعه لا إراديا للتمسك بها أكثر ورفض كلامك دون استماع له لأن تنازله في هذه الحالة سيظهر وكأنه خوف وضعف وهو ما لا يريد إظهاره مهما كلّف الامر.
مدونة أسكي جروب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق