بـ إشتراكك معنا يصلك كل جديـــد

للإشتراك أدخل بريدك الإلكترونى هنا

ما هو فارق السن المثالى بين الزوج والزوجة؟


هناك سؤال يردده كثير من الناس :ما هو فارق السن المثالى بين الزوج والزوجة ؟

وللإجابة عن هذا السؤال نستخدم نتائج الإحصاءات حول التوافق الزوجى. فقد وجد أن أفضل فارق فى السن هو أن يكبر الرجل المرأة بــ 3 – 5 سنوات، ولكن حين يزيد هذا الفارق عن 10 سنوات تبدأ علامات عدم التوافق فى الظهور. لأن فارق أكثر من 10 سنوات ربما يجعل كلاً من الزوجين ينتمى الى جيل مختلف تماماً وبالتالى تختلف اهتماماتهما وأفكارهما بشكل كبير ربما يجعل التفاهم والتوافق يمر ببعض الصعوبات. فالفتاة الصغيرة ترغب فى المرح والإنطلاق والإستكشاف فى حين يميل زوجها العجوز إلى الجدية والهدوء والتأمل والإستقرار. هذا فضلا عن الفوارق فى الإحتياجات العاطفية والجنسية .


وقد خطب أبو بكر وعمر رضى عنهما فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : "إنها صغيرة" فلما خطبها علىّ رضى الله عنه زوجها إياه . وقد يقول قائل : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج السيدة عائشة رضى الله عنها وهى صغيرة وكان يكبرها بكثير , والإجابة هنا أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم خصوصيته المبنية على كونه رسولا وأيضا على خصائصه الشخصية المتفردة، وقد اتضح ذلك بعد زواجه من السيدة عائشة حيث كان قادرا على إسعادها بكل الوسائل فكان يسابقها ويلاعبها ويمازحها ويلطف بها وكانت هى غاية فى السعادة بزوجها العظيم رغم فارق السن . وهذا يجعلنا نقول أن القاعدة العمرية - على الرغم من أهميتها - لها استثناءات فى ظروف بعينها كما سنرى لاحقا .

أنماط الزيجات : 
هناك ثلاث أنماط رئيسة للزيجات قائمة على فارق السن وعلى الدور الذى يلعبه كل شريك مع الأخر :

1- الزوجه الأم : وهى غالباً أكبر سناً من الزوج وتقوم هى بدور رعايته واحتوائه .
2- الزوجه الصديقة : وهى قريبة فى السن من زوجها ولهذا فالعلاقة بينهما تكون علاقة متكافئة، أقرب ما تكون الى علاقة صديقين يرعى كل منهما الاخر بشكل تبادلى.
3- الزوجة الإبنة : وهى تصغر الزوج بسنوات كثيرة، ولذلك يتعامل معها كطفلة يدللها ويرعاها ويتجاوز عن أخطائها، بينما تلعب هى دور الطفلة وتسعد به .

وربما يسأل سائل : ما هو النمط المثالى من بين هذه الأنماط ؟ .. والإجابة هى : ان الزواج مسألة توافق بين الطرفين فكلما كان كل طرف يلبى احتياجات الآخر كان التوافق متوقعاً ومن هنا يصعب القول بأن نمطاً محدداً هو النمط المثالى حيث أن لكل زوج وزوجة احتياجات متباينة يبحث عنها فى نمط معين يلبى هذه الإحتياجات، وإن كانت القاعدة العامة هى أن يكبر الزوج الزوجة ويسيقها فى مراحل النضج النفسى والإجتماعى.

والرسول صلى الله عليه وسلم كان له فى حياته هذه الأنماط الثلاثة من الزيجات، فقد كان له الزوجة الأم ممثلة فى السيدة خديجة رضى الله عنها وكأنما كان يعوض بها حنان الأم الذى افتقده وهو صغير، وكان وجودها مهما جدا فى هذه الفترة من حياته حيث كان فى حاجة إلى من يحتويه ويرعاه ويسانده خاصة فى المراحل الأولى من الدعوة. وتزوج فى مراحل تالية الزوجة الصديقة متمثلة فى السيدة حفصة والسيدة زينب بنت جحش ثم كان له نمط الزوجة الإبنة ممثلا فى السيدة عائشة والتى اقترن بها فى مرحلة من عمره استقرت فيها الدولة والرسالة وأصبح فى وضع يسمح له برعاية واحتواء وتدليل زوجة صغيرة، وكأنما كان صلى الله عليه وسلم يواكب احتياجات فطرته كما يواكب احتياجات رسالته، فزيجاته كانت تحقق فى مراحلها وأنماطها المختلفة تلبية لاحتياجات فطرية مشروعة وتلبية لاحتياجات الرسالة من مصاهرة وتقوية صلات ورواية حديث ورعاية أسر مات عائلها.

التكافؤ :
وهو يعنى تقارب الزوجين من حيث السن والمستوى الإجتماعى والثقافى والقيمى والدينى، ذلك التقارب الذى يجعل التفاهم ممكناً حيث توجد مساحات مشتركة تسمح بدرجة عالية من التواصل بين الطرفين. وكثيراً ما يحاول المحبون القفز فوق قواعد التكافؤ اعتقاداً بأن الحب كفيل بتجاوز الحدود العمرية والإجتماعية والثقافية والدينية، ولكن بعد الزواج حين تهدأ حرارة الحب تبدأ هذه العوامل فى التكشف شيئاً فشيئاً وينتج عنها عوامل شقاق عديدة. وكلما توافر للزواج أكبر قدر من عوامل التكافؤ كلما كانت احتمالات نجاحه أعلى . وهذه القاعدة لها استثناءات عديدة فأحيانا يكون هناك عاملا أو عاملين من عوامل التكافؤ مفقودا ولكن يعوضه أو يعوضهما عوامل أخرى أكثر قوة وأهمية

سوء التوافق المحسوب :
أحياناً نجد زوجين بينهما اختلافات هائلة فى العمر أو فى المستوى الإجتماعى أو الثقافى أو الدينى، وهذه الإختلافات تنبىء باضطراب التوافق بينهما، ولكننا نجد فى الواقع أنهما متوافقين (أو على الأقل متعايشين رغم مابينهما من عوامل شقاق) والسبب فى ذلك أن كلا منهما يحتاج الآخر على الرغم مما بينهما من سوء توافق ظاهرى، فمثلاً نجد زوجة حسناء صغيرة السن قد تزوجت رجلاً يكبرها كثيراً فى السن فنحن نتوقع لها التعاسة، ولكنها فى الحقيقة متوافقة لأن المال والحياة المرفهة تعنى الكثير بالنسبة لها وهى لا تستطيع الإستغناء عنها إضافة إلى أن هذه الزوجة الصغيرة افتقدت فى طفولتها حنان الأب وهى فى حاجة شديدة إلى من يعوضها هذا الحنان لذلك نجدها تنفر من أبناء جيلها وتعتبرهم شباب طائشين غير ناضجين وتتوق إلى الزواج من شخص ناضج حتى ولو كان يكبرها بسنوات عديدة. أو أننا نرى زوجة قوية ومسترجلة تقود زوجها وتسيطر عليه، فنتوقع أنهما غير سعيدين ولكن فى الواقع نجد أنهما متوافقين لأن الزوج لديه الرغبة فى أن يحتمى بأحد وأن يرعاه أحد فيجد ذلك عند زوجته خاصة إذا كان قد حرم حنان الأم فيحتاج إلى أن يلعب دور الطفل مع زوجة تلعب دور الأم. وهناك الكثير من الخيارات التى تبدو شاذة أو غريبة ولكنها فى الحقيقة تحقق هذه الحالة من عدم التوافق المحسوب. ومن المفارقات أن نجد فتاه عانت من قسوة أبيها واستبداده ومع هذا نجدها عند زواجها قد اختارت زوجاً قاسياً مستبداً وكأنها قد أدمنت العيش تحت السيطرة والقهر فلا تستطيع أن تحيا بغير هذا النمط من الرجال ونجدها تفعل ذلك وتتوافق معه على الرغم من شكواها المستمرة من القسوة والإستبداد.

أهمية أسرة المنشأ :
تلعب أسرة المنشأ دوراً هاماً فى تشكيل شخصية شريك الحياة فالشخص الذى عاش فى جو أسرى هادىء ودافىء فى حضن أبوين متحابين متآلفين ومع إخوة وأخوات يتعلم معهما وبهما معنى العيش مع آخرين هذا الشخص نتوقع نجاحه أكثر فى الحياة الزوجية لأن نموذج الأسرة بكل أركانها يكون مطبوعاً فى برنامجه العقلى والوجدانى، فهو أكثر قدرة على أن يحب ويحب وأن يعطى ويأخذ وأكثر قدرة على العيش المستقر الدائم مع شريك الحياة. وعلى العكس من ذلك نجد أن الشخص الذى رأى وعاش تجربة انفصال والديه وتفكك الأسرة نجده أكثر قدرة على الهجر وعلى الإنفصال عن شريكه لأنه تعود على الهجر وتعود على الإستغناء عن الآخر ولا يجد صعوبة فى ذلك كما أن نموذج الأسرة ليس واضحاً فى عقله ووجدانه. وقد قام "والتر ترومان" وهو أستاذ لعلم النفس بأحد الجامعات الألمانية بدراسة طبائع الشبان والشابات بناءاً على ترتيبهم أو ترتيبهن فى أسرة المنشأ ومناسبة النماذج المختلفة لبعضها البعض فوجد التالى :
- الفتاة التى تبحث عن قوة الشخصية والثروة عليها أن تركز جهودها فى البحث عن أكبر إخوته فهو ( عادة ) أكثرهم توفيقاً ونجاحاً و( عادة ) أقواهم شخصيه وأقدرهم على فهم الناس وعلى الإنجاز .
- وإذا كانت تبحث عن الحنان فستجده فى قلب شاب له أخوات أصغر منه .
- وإذا كانت تبحث عن زوج ضعيف الشخصية تحركه كيف تشاء فإنها تجد هذا فى أصغر الأبناء فى الأسرة فهو قد تعود على تلقى الأوامر والتعليمات ولم يتعود على إصدارها والعروس التى تبحث عن هذا النمط من الأزواج هى ( عادة ) الأخت الكبرى والتى قد تعودت أن تكون صاحبة الرأى والسلطة .
- والعريس الملائم لأصغر أخواتها هو أكبر إخوته فقد تعود أن يكون الحاكم بأمره , وتعودت هى على تلقى الرعاية وتلقى الأوامر.

أنماط الإختيار الزواجى:


وفيما يلى أهم أنماط الإختيار التى يتبعها الناس وليس بالضرورة أن يلتزم المختارون أحد هذه الأنماط منفرداً بل قد يختار الشخص بأكثر من نمط , وكلما تعددت وسائل الإختيار وأنماطه كلما كان أقرب إلى التوازن خاصة إذا كان ملتزماً بالأنماط الصحية فى الإختيار .
1- العاطفى : وفيه يكون الإختيار قائماً على عاطفة حب قوية لا تخضع للعقل ولا للمنطق والشخص هنا يعتقد أن الحب – وحده – كفيل بحل كل المشاكل وكفيل ببناء حياة زوجية سعيدة وبالتالى يكون غير قادر على سماع أو تفهم نصائح الآخرين له، ويكون شديد العناد فى الدفاع عن اختياره على الرغم من وجود عقبات منطقية كثيرة تؤكد عدم التوافق فى الزواج وكلما زادت محاولات اقناع هذا الشخص (رجلاً كان أو أمرأة) كلما ازداد إصراراً وعناداً، ولا يوجد حل فى هذه الحالة غير ترك الشخص يخوض التجربة بنفسه بحيث يسمح له بالخطبة (وينصح فى هذه الأحوال بإطالة فترة التعارف أو الخطبة) ثم تتكشف له عيوب الطرف الآخر إلى أن يعانى منها، وهنا فقط يمكن أن يتراجع .
2- العقلانى : وهو يقوم على حسابات منطقية لخصائص الطرف الأخر، وبالتالى يخلو من الجوانب العاطفية .
3- الجسدى : ويقوم على الإعجاب بالمواصفات الشكلية للطرف الأخر مثل جمال الوجه أو جمال الجسد .
4- المصلحى : وهو جواز يهدف الى تحقيق مصلحه مادية أو اجتماعية أو وظيفية من خلال الإقتران بالطرف الأخر . وهذا الإختيار يسقط تماماً إذا يئس صاحبه من تحقيق مصلحته أو إذا استنفذ الطرف الأخر أغراضه .
5- الهروبى : وفى هذا النمط نجد الفتاة مثلاً تقبل أى طارق لبابها هرباً من قسوة أبيها أو سوء معاملة زوجة أبيها أو أخيها الأكبر، ولذلك لا تفكر كثيراً فى خصائص الشخص المتقدم لها بقدر ما تفكر فى الهروب من واقعها المؤلم .
6- الإجتماعى : وهذا الإختيار يقوم على أساسا رؤية المحيطين بالطرفين من أهل وأصدقاء حيث يرون أن هذا الشاب مناسب لهذه الفتاة فيبدأون فى التوفيق بينهما حتى يتم الزواج. وهو زواج قائم على أسس التوافق الإجتماعى المتعارف عليها بين الناس ولا يوجد دور ايجابى للطرفين الشريكين فيه غير القبول أو الرفض لما يفترضه الآخرون .
7- العائلى : وهو زواج بقصد لم الشمل العائلى أو اتباع تقاليد معينة مثل أن يتزوج الشاب أبنة عمه أو ابنه خاله، أو أن يتزوج الشخص من قبيلته دون القبائل الأخرى .
8- الدينى : وهو اختيار يتم بناءاً على اعتبارات دينية أو المنتمية لنفس طائفته أو جماعته التى ينتسب اليها . وهذا الإختيار يؤيده حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد عريض" (أخرجه الترمذى وحسنه وابن ماجه) .
9- العشوائى : فى هذه الحالة نجد الفتاة مثلا قد فاتها قطار الزواج لذلك تقبل أى زيجة حتى لا تطول عنوستها .
10- المتكامل ( متعدد الأبعاد ) : وفيه يراعى الشخص عوامل متعددة لنجاح الزواج حيث يشتمل على الجانب العاطفى والجانب العقلى والجانب الجسدى والجانب الإجتماعى والجانب الدينى .....إلخ . وهذا هو أفضل أنماط الإختيار حيث يقوم الزواج على أعمدة متعددة .

وبعض الناس يقولون أن عامل الدين هو العامل الوحيد الذى يجب أن يقوم عليه الزواج وذلك مصداقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى رواه البخارى ومسلم: "تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك" . وهذا الحديث الشريف أعطى أهمية أكبر لذات الدين، فارتباط المرأة (أو الرجل) بدين يعنى ارتباطها بالله وتقديسها له، وينتج عن هذا التقديس احترام لإنسانية الإنسان وكرامته لأنه أكرم مخلوقات الله واحترام للحياة والحفاظ عليها لأنها نعمة من الله تعالى وبالتالى تبنى الحياة الزوجية على مفهوم القداسة ومفهوم الإحترام ومفهوم الكرامة ومفهوم السكن ومفهوم الموده والرحمه وكل هذه المفاهيم عوامل نجاح للحياة الزوجية أما من تسقط هذه الإعتبارات من الحياة الزوجية فالحياة معها تكون فى غاية الصعوبة . ومع هذا لا نغفل بقية الجوانب والتى ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم فى أحاديث أخرى فقال صلى الله لعيه وسلم "خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك وإذا أمرتها أطاعتك وإذا أقسمت عليها أبرتك وإذا غبت عنها حفظتك فى نفسها ومالك" (رواه النسائى وغيره بسند صحيح) . ونلحظ أن هذا الحديث بدأ بالمنظر السار للمرأة ثم أكمل ببقية الصفات السلوكية .

وقد خطب المغيرة بن شعبة أمرأة فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : " أذهب فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما " . والنظر هنا يختص بالناحية الجمالية وناحية القبول والإرتياح الشخصى والتآلف الروحى . وقد بعث الرسول صلى الله عليه وسلم أم سليم الى امرأة فقال : "انظرى الى عرقوبها وشمى معاطفها" وفى رواية "شمى عوارضها" (رواه أحمد والحاكم والطبرانى والبيهقى) . ولما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بزواج جابر بن عبد الله من أمرأة ثيب قال له : "هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك"

من كل هذه الأحاديث نفهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جعل عامل الدين والأخلاق عاملاً مهماً جداً ومؤثراً فى الإختيار ومع ذلك لم يسقط العوامل الأخرى التى يقوم عليها الزواج بما فى ذلك العوامل الجسدية .


مدونة أسكي جروب

ليست هناك تعليقات:

أقسام الموقع