مجرمون خارج السجون
يُمضي والداه العمر تفانيا لأجله، يفرحان لمجرد أن يبتسم.. يبكيان إذا حزن.. يشبعان إذا أكل.. يرتويان إذا شرب .. يسهران إذا اشتكى.. يحفانه بالحب و الحنان والرضى.. والدعوات. وحين يشتد عوده.. ويبلغان من الكبر عتيا، ويشتد احتياجهما له. ينتهي بهما المطاف في دار المسنين والعجزة
تجده محطماً فتحتضن خوفه، تلم شعثه، تحسن إليه كلما اقتضى الأمر، تساعده كلما دعت الحاجة. ويوم يستشعر الأمان أول من يعض تكون يدك
تبيع الدنيا لتشتريه، تخترق المستحيل لأجله، تواجه الأهل و المجتمع و العرف إكراماً له. ثم يخذلك بلا سابق إنذار، ويبيعك في أول سوق يصادفه
يأتي بأبنائه إلى هذا العالم دون أن يوفر لهم الرعاية الكافية، دون أن يكون بحجم المسؤولية، أو يلعب دوره كأب. فيتركهم للشارع يعلمهم على جديلتة
ويوم يتنبه لانحرافهم. يكون أوان التقويم قد فات
ويوم يتنبه لانحرافهم. يكون أوان التقويم قد فات
المجرم السادس
يوهمك بصداقته كل الوقت، يزعجك بمشاكله كل الوقت، يدوخك بطلباته دوماً، وحين تحتاجه مرة يتنكر لك كما لو لم يعرفك يوماً
يملك زوجة جميلة تخدمه برموش عينيها، و أبناء رائعين، وحياة سعيده. ويلهث خلف امرأة أخرى ليلبي نزوة عابرة. فيحطم كل شيء بجرة قدم
يحب نفسه أكثر مما يجب، يدمر كل من حوله ليشبع نرجسيته، طلباته أوامر، إحتياجاته مفروضات، والغير عنده مجرد عبيد
يظلم نفسه بتمني شيء هو موقن من استحالته، وانتظار شيء هو واثق أنه لن يأتي، والتعلق بشيء هو يعلم أنه لن يكون له مطلقاً. وحين يتنبه يجد أن العمر أفلت منه هباءً
هم مجرمون.. ولكنهم طلقاء أحرار
بلا قيود.. وخارج الزنزانة
هم مجرمون.. ولكنهم يعيشون بيننا
هم مجرمون.. ولكنهم خارج السجون
بلا قيود.. وخارج الزنزانة
هم مجرمون.. ولكنهم يعيشون بيننا
هم مجرمون.. ولكنهم خارج السجون
مدونة
أسكي جروب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق